stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

قرب البابا فرنسيس من الناس في عام التباعد الاجتماعي

456views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

31 ديسمبر 2020

كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .

خلال العام 2020 الذي طُبع بالتباعد الاجتماعي بسبب جائحة كوفيد 19 لم يقم البابا بزيارات رسولية، كما اقتصر تعليمه الأسبوعي على مقابلات عامة قليلة جرت بحضور المؤمنين. مع ذلك تمكن فرنسيس من خلال القداس الصباحي في كابلة القديسة مارتا من مرافقة أعداد كبيرة من المؤمنين وغير المؤمنين حول العالم.

جائحة كوفيد 19 تركت بصمتها العميقة على العام 2020، وهذا الأمر انعكس أيضا على التزامات ونشاطات البابا فرنسيس خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. فلم يقم البابا بأي زيارة رسولية خارج الأراضي الإيطالية، كما اقتصرت لقاءاته مع وفود الحجاج والمؤمنين على عدد قليل من المقابلات العامة التي جرت في الفاتيكان بحضور المؤمنين وبالتحديد في أواخر فصل الصيف الماضي، ولكن ما لبثت أن عُلقت هذه المقابلات مع وصول الموجة الثانية لهذه الجائحة. أما الاحتفالات الدينية العامة، كالقداديس في الأعياد، فقد جرت بحضور أعداد قليلة من المؤمنين.

مما لا شك فيه أن البابا افتقر خلال العام 2020 إلى اللقاءاتِ العفوية مع الناس ومصافحتهم. افتقر إلى اللقاء الجسدي وتبادُل الكلمات مع المؤمنين ومنْحهم البركة من خلال وضع اليد على الرؤوس، والنظر في أعينهم والالتقاء بهم عن كثب. حتى البابا فرنسيس اضُطر هذا العام إلى القيام بنشاطاته ورسالته عن بُعد من خلال ما يُعرف بالـ smartworkingأو العمل الذكي. فقد عمل من مكان إقامته، متصلا مع العالم الخارجي بشكل افتراضي، ومثكفا اتصالاته الهاتفية.

السنة التي عاشها البابا طُبعت بالكلمات الواردة في الإرشاد الرسولي Querida Amazonia الذي قدّم خلاصة لأعمال سينودس الأساقفة الخاص بمنطقة الأمازون في تشرين الأول أكتوبر من العام 2019 وتم نشر الوثيقة عشية تفشي هذه الجائحة. وشكل الإرشاد الرسولي دعوةً للنظر في ما يجري في تلك المنطقة المنسية وللعمل من أجل إيكولوجيا إنسانية تأخذ في عين الاعتبار الفقراء، مع تثمين الثقافات المتنوعة لتكون الكنيسة إرسالية وتحمل وجهاً أمازونياً أيضا. وفي شهر تشرين الأول أكتوبر الماضي أصدر البابا رسالة عامة جديدة بعنوان Fratelli Tutti، تناول فيها الأخوّة والصداقة الاجتماعية كردّ على ظلال الحقد والعنف والأنانية التي تسود في عالم اليوم المطبوع بالفيروس والحروب والظلم والفقر والتبدل المناخي.

ومن المؤكد أن الحدث الذي يظل في أذهان الناس، خلال هذا العام، هو الصلاةُ التي رفعها البابا إلى الله في السابع والعشرين من آذار مارس الماضي سائلا إياه أن يتدخل ويساعد البشرية التي تعاني من الجائحة. وقف فرنسيس وحيداً تحت المطر في ساحة القديس بطرس التي خلت من المؤمنين، لكنها كانت مكتظة جداً إذا ما أخذنا في عين الاعتبار ملايين الأشخاص الذين تابعوا الحدث مباشرة عبر وسائل الاتصالات وصلوا بصمت مع البابا. وذكّرنا فرنسيس في تلك المناسبة بأننا كلنا موجودون على متن الزورق نفسه ولا أحد يستطيع أن ينجو لوحده. قبّل البابا قدمي المصلوب وبارك به مدينة روما التي شلّها الإقفال التام وكانت تُسمع فيها صفارات سيارات الإسعاف.

على الرغم من كل ما جرى تمكّن فرنسيس من مرافقة ملايين المؤمنين حول العالم بفضل نقل وقائع القداس اليومي الذي يحتفل به البابا في تمام الساعة السابعة من صباح كل يوم في كابلة بيت القديسة مارتا. طيلة ثلاثة أشهر قرع البابا أبواب المؤمنين ودعاهم إلى سماع كلمة الله، عوضاً عن الإصغاء إلى خطابات طويلة، فألقى عظات مرتجلةً خلال القداس. كما أن البابا رفع الصلوات في مناسبات عدة على نية المرضى، لاسيما الأشخاص المصابين بهذه الجائحة، وحاول أن يقدم لهم بصيصَ أمل، وساعدهم في الصلاة، كي يشعروا أنهم ليسوا متروكين. من خلال قربه من شعب الله، الذي رافقه بواسطة قداديس وصلوات نُقلت وقائعها عبر وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهر البابا فرنسيس حقاً كراع للكنيسة الجامعة، مصليا من أجل الإنسانية الجريحة وشاهدا للإنجيل.