كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال – الصبر وطول الأناة
كتاب كيف تنجح فى تربية الأطفال
تأليف
الأب / جوستاف كورتوا
ترجمة
القمص / لويس نصرى
مراجعة
الأنبا / أنطونيوس نجيب
الأب / مجدى زكى إسطفانوس
(12) الصبر وطول الأناة
كُن صبورًا: إن التقدّم خطوة خطوة، ولكن باستمرار، أكثر فاعليّة وثباتاً من قفزةٍ مدوّية، تستنزف مرّة واحدة القوّة المتوفّرة، وقد لا يبقى لها أثر.
فلا تطلب نتائج سريعة. فالزمن لا يحافظ على ما جاء بدونه.
تُخطئ أن شَددتَ النبات لتستعجل نموّه. لن تُفلح إلاَّ فى أن تقلع جذوره.
تقوم التربية على الصبر. فلا تيأس أمام مصاعب البداية. مهمتّك هى أن تدفع إلى الاتّجاهات الصحيحة، وأن تطبع العادات السليمة، ومع الوقت سيخفّ الجهد وتُصبح العادة كطبيعةٍ ثانية.
فلا تستعجل كثيراً، ووازن بين ما تطلبه من كلّ طفل، وبين إمكانيّاته الفعليّة.
عندما تشعر أنك تستعجل النتائج، أو تُريد بلوغ الكمال قبل الأوان، تذكّر قول السيّد المسيح، معلّم المربّيّين: “لا تقدرون الآن أن تحتملوا” (يو 16: 12).
يحتاج الأمر أحياناً إلى إرادة لالتزام الصمت، أكثر ممّا للكلام، وللامتناع أكثر ممّا للعمل، وللتوقّف والصبر أكثر ممّا للتقدّم والاستعجال.
إنها فنٌ عظيم، يحتاج إلى تمييز كبير وصبر أكبر، القدرة على الانتظار، لاختيار اللّحظة السيكولوجيّة المناسبة لإبداء ملاحظة، أو توجيه، أو توبيخ.
حتّى تتدرّب على الصبر، تذكّر مَثَل الزارع والزرع الذى ينمو وحده (مر4: 26 – 29). ما يطلبه الربّ منك هو أن تزرع زرعاً جيّداً، والله نفسه سيتكلّف بإنمائه.
لا تندهش من عدم الحصول على نتائج مباشرة. يحتاج القمح إلى عدّة أشهر لينضج. وقد يلزم الانتظار عدّة سنوات لتلمس تقدُّم نَفس أو مجموعة.
الصبر وطول الأناة يعملان أكثر من القوّة والغضب. والمربّى الذى يفقد الصبر أمام الأطفال، وفى انفعاله وغضبه يقول ألفاظاً مؤسِفة، أو يأتى بأعمالٍ عنيفة، يُثبت أنه يفقد السيطرة على نفسه، فكيف يُمكنه أن يتطلّع إلى السيطرة على غيره