مَنْ هو الأعظم ؟ (مت18: 1-9)
عظة الأحد الثّاني من شهر أبيب
مُقدّمة
– بداخل كلّ إنسانٍ منَّا هذا السّؤال:
مَنْ الأعظم/الأفضل/الأحسن ؟ هل هناك مَنْ أعظم/أفضل/أحسن منَّي ؟
فهو يريد أن يكون دائمًا على القمة، حتّى تلاميذ يسوع الاثنى عشر دار نقاشًا بينهم:
مَنْ الأعظم بيننا ؟
– هل هو بطرس هامة الرّسل الذّي أعطاه يسوع مكانة هامة بين التلاميذ قائلاً له: “…
أنتَ بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (مت16: 18)، كما
منحه سلطان الحلّ والرّبط قائلاً: ” أُعطيك مفاتيح ملكوت السّموات. فكلُّ ما تربطه على
الأرض يكون مربوطًا في السّموات. وكلّ ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السّموات”
(مت16: 19)، كما كلّفه برعاية الكنيسة “ارع خرافي… ارع غنمي… ارع غنمي”
(يو21: 15-17) ؟
– هل هما يوحنَّا ويعقوب بن زبدي، حيثُ ذهبت أمهما للمسيح قائلةً: “… أن يجلس ابناي
هذانِ واحدٌ عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك” (مت20: 21) ؟
– لدينا هنا سؤالين:
مَنْ هو الأعظم في ملكوت السّموات ؟ مَنْ هو الأعظم على الأرض ؟
أو سؤال واحد: مَنْ هو الأعظم ؟ ولكن الإجابة بمنطقينِ مختلفينِ هما:
§ منطق الله: يظهر في:
– الأعظم هو خادم الكلِّ: “… مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا” (مت20:
26).
– الأعظم هو عبد للكلِّ: “… مَنْ أراد أن يكون فيكم أوّلاً فليكن لكم عبدًا. كما أنَّ
ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم…” (مت20: 27).
– اختار يسوع طفلاً وأقامه في الوسط، وذلك لنتعلم من الطفل دروسًا كثيرة مثل:
1- البساطة.
2- التلقائيّة وعدم التصنع.
3- التعبير عن محبته للجميع.
4-عدم حمل كره أو ضغينة لأحد.
5- النّقاء والبراءة.
6- يجد حمايته في حضن أمه أو يد أبيه.
7- عندما يبكي يذهب لأبيه أو أمه.
– لذلك اختار يسوع أن يتجسد على الأرض طفلاً ليُعلمنا الآتي:
1- الله ينظر للإنسان من الدّاخل (القلب) وليس من الخارج.
2- البساطة والوضوح والصراحة أمور مُحببة عند الله.
3- التعلّق يكون بمانح العطايا، وليس بالعطية نفسها.
4- أن نكون أطفالاً في الشّرِّ، رجالاً في الخير.
5- أن نتعلّم التسبيح من الأطفال: “… من أفواه الأطفال والرّضع هيأت تسبيحًا” (مت21:
16).
6- الخبرة/الحكمة الحقيقيّة ليست في أمور الدّنيا، بل في العشرة/العلاقة مع الله.
§ منطق العالم/الأرض/النّاس: يظهر في:
الأعظم هو الرّجل وليست المرأة
الأعظم هو الرّجل الغني (مَنْ يملك) وليس الفقير
الأعظم هو مَن لديه النّفوذ والسّلطة والتحكم في النّاس
الأعظم هو مَنْ لديه حكمة العالم وخبرة النّاس ولسان الشّطارة
س1 مَنْ الأعظم: الرّجل أم المرأة ؟
– في بيئتنا ومجتمعنا الرّجل هو السّائد/المُتكلم/الآمر/النّاهي/العائل. بينما المرأة
في المرتبة الثّانية/من الدّرجة الثّانية فمثلاً: قد لا يُؤخذ رأيها في العريس الذّي
يتقدم لها، أو تأخذ نصف الرّجل في ميراث والديه، أو لا تأخذ شيئًا على الاطلاق. لكم
ماذا يقول لنا ك.م، فهو يمنح الرّجل والمرأة كرامة ومجد متساويين: ” فخلق الله الإنسان
على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم” (تك1: 27).
س2 مَنْ الأعظم: الغني أم الفقير ؟
– قد ينسى الغني أنَّ غناه هو عطية مجانية من الله بدون استحقاق عليه أن يساعد بها
المحتاج والفقير بدون مُعايرة، فيدوي على الفقير ويُحقر من شأنه، حيئنذٍ ينطبق عليه قول
المسيح: “… الحقَّ أقول لكم إنَّه يعسر أن يدخل غنيٌ إلى ملكوت السّموات… إنَّ مرور
جملٍ من ثقب إبرةٍ أيسر من أن يدخل غنيٌ إلى ملكوت الله” (مت19: 23-24).
س3 مَنْ الأعظم: شفاء الجسد أم شفاء الرّوح ؟
– قد يتحمل المريض مرضه والآمه على الأرض تطهيرًا من خطاياه، ولكن مهما بلغت الآمه
فإنَّها لا تُقاس أبدًا بمجد الرّوح في الحياة الأبديّة حيثُ التنعم مع يسوع في
السّماء.
” فإنْ أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك. خيرٌ لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من
أن تُلقى في النّار الأبديَّة ولكَ يدانِ أو رجلانِ” (مت18: 8)
س4 مَنْ الأعظم: الله أم أهل بيتي ؟
– سؤالٌ صعبٌ أن أفضل الله عن زوجتي/أخوتي/أولادي. ك.م يقول لنا:
” مَنْ أحبَّ أبًا أو أُمًّا أكثر منَّي فلا يستحقني. ومَنْ أحبَّ ابنًا أو ابنةً أكثر
منّي فلا يستحقني” (مت10: 37)
– هذا ما فعله إبراهيم حينما قدم ابنه الوحيد الذّي انتظره كثيرًا ذبيحةً لله، ولكن
الله افتداه قائلاً لإبراهيم: “… الآن علمتُ أنَّك خائف الله فلم تُمسك ابنك وحيدك
عنَّي” (تك22: 12).
مَنْ هو الأعظم في حياتي:
الله أم النّاس ؟
الله أم المال ؟
الله أم الشّهوة ؟
الله أم السّلطة والنّفوذ ؟
صلاة:
يا الله أنت العظيم ولا أحد ولا شيء غيرك عظيم… خلقتنا ولكننا بحثنا عن السّعادة
بعيدًا عنك… أعطيتنا المال فعبدناه وتركناك… أعطيتنا الأبناء فاهتممنا بهم أكثر
منك… أعطيتنا النّاس فخشيناهم عنك… أعطيتنا النّفوذ والسّلطة فدوسنا عليك أوّلاً.
نطلب إليك يا رب أن تنيرنا، أن تكون أنت الأول على حياتنا، فأنت أعظم من
ناسي/مالي/سلطتي/شهوتي/نفوذي. آمين