نابوت اليزرعيلي – الأب وليم سيدهم
من هو نابوت اليزرعيلي ؟ هو كل مزارع فقير أو مالك لقطعة أرض صغيرة. هو كل إنسان ليس له حيثية كما نقول في كلامنا الدارج، هو كل انسان ليس له ظهر لدى السلطة سياسية كانت أم دينية أم اجتماعية.
أما أصل الحكاية فجاءت في سفر الملوك الأول فصل 21 من آية 1 الى 16، وملخصها أن نابوت كان له كرم في يزرعيل هذا الكرم كان مجاورًا لقصر آخاب ملك السامرة، طمع آخاب في كرم نابوت ليوسع تخومه فعرض عليه أن يشتري منه هذا الكرم أو أن يعطيه مكانًا آخر، لكن نابوت رد على آخاب قائلًا: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي». (1 ملوك: 21 : 3) ولأن آخاب كان قليل الحيلة فإنه ذهب إلى قصره وهو حزين وإمتنع عن أكل الطعام.
لاحظت إيزابل زوجة الملك وجومه وحزنه وأمتناعه عن الأكل، وبعد أن عرفت بموضوع نابوت قررت زوجة الملك الدموية أن تقتل نابوت جزاء رفضه إعطاء كرمه لأخاب، فقامت إيزابل المجرمة بكتابة كتبًا باسم آخاب الملك وختمتها بختمه وأرسلت الكتب إلى الشيوخ والأشراف وهم من جيران نابوت في مدينة يزرعيل. كتبت أن يعلنوا صومًا ويحضرون شهود زور متهمين نابوت بأنه جدف على الله وعلى الملك وحددت اسم الشهود وأمرت بتنفيذ الرجم على نابوت.
قام الشعب فعلًا ورجموا نابوت فمات، أعلنت ايزابل بموت نابوت، ذهبت إلى زوجها الملك الخايب ضعيف الشخصية وطمأنته بموت نابوت وقالت له: «قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ الَّذِي أَبَى أَنْ يُعْطِيَكَ إِيَّاهُ بِفِضَّةٍ، لأَنَّ نَابُوتَ لَيْسَ حَيًّا بَلْ هُوَ مَيْتٌ».(1 ملوك : 21: 15)
تقول الوصية العاشرة من الوصايا العشر “لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ” والوصية السادسة تقول: “لاَ تَقْتُلْ” والوصية التاسعة: “لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ”
كم من الجرائم ترتكب باسمك يا الله القدوس؟ ولماذا يصل الإنسان إلى هذا الحد من العنف ضد قريبه؟! وكم من نابوت يُقتل كل يوم بسبب أطماع أصحاب الصولجان والسلطة؟ ورغم كل هذا فنحن مدعوون في كل وقت أن نرفع الصلاة والدعاء من أجل هؤلاء الرجال والنساء الذين يتصرفون دون وازع من ضمير أو اخلاق.