نسمات روحية – مونسنيور توماس حليم
الصليب في حياتنا
المسيحية و الصليب
3- الصليب وثماره
صلب المسيح يشكّل النقطة الفصل في فهم وإعطاء معنى للصليب. فالمسيح وإن عُلّق على عود شجر (الصليب) كملعون، إنّما ذلك ليشترينا من لعنة الشريعة (غل 3، 13، كول 2، 14-15). لذلك ينادي بولس بالمسيح مصلوباً عثرة لليهود وحماقةً للأمم (1 كور 1، 23).
فلكي نحيا الصليب لابد من أخذ مواصفات الصليب من مشهد الجلجلة ومحاكمة يسوع بعد حياة كلّها بذل وحب. فالمسيح لمّا ابتدأ على أساس المحبة والبذل يعمل ويعلّم، احتج رؤساء اليهود وتعالت أصوات رؤساء الكهنة بالاستنكار لعمله وتعليمه، والبذل والمحبة، لكنّ المسيح استمرَّ في عمله وتعليمه ينزل إلى الطرقات يشفي الأعمى والأعرج والكسيح والأبرص وكل مرض وعلّة في الشعب، ويؤدّي رسالته التي جاء من أجلها ليصنع الخير، واستمروا هم أيضا في رفضهم بشدّة وظلوا متمسّكين بعمي القلب ولا يروا نور الحقيقة وحاربوه في كل مكان، وبالرغم من ذلك ظلّ يصنع خيراً عن فرح ورضى داخلي حتى إلى الصليب.
وهكذا يكون المسيح قد أعطانا المواصفات الإيجابية للصليب وما هو قبل الصليب, أي العمل عن مسرّة حتى ولو كان عملنا مكروها وبذلنا مرفوضا.