واعــظ الـمـحـبة..الـمتنيح الأنبا أغناطيوس يعقوب: عظات لآحاد الطقس القبطي: توت- مسرى
واعــظ الـمـحـبة..
الـمتنيح الأنبا أغناطيوس يعقوب…مـن هـو؟
– وُلـد فـى 7 يونيو 1923 بـمدينة الـمنيا بإسـم مـنير يعقوب.
– التحق بـمدرسة الأباء اليسوعيين فـى الـمنيا وتخرج فيها .
– التحق بالـمعهد الإكليريكي للأقباط الكاثوليك بطهطا فـى 1939.
– تـمـت رسامـته كاهـنـاً عن يد الأنبا مرقس خزام بطريرك الأقباط الكاثوليك و فى عهد الـمتنيح الأنبا جرجس البركة بكاتدرائية الـمنيا بإسم الأب إيـلـيا يعقوب فــى 9 يونيو 1946.
– تـم تعـيينه بـمدينة سـمالوط وكان أول راعِ لـها ومؤسس رعيتها ، واستـمر فيها حتى سنة 1953 بنى خلالها كنيسة سـمالوط ومدرسة وديراً للراهبات.
– نُقل إلـى مدينة الفكرية -أبو قرقاص ومكث بها سبع سنوات أيضا شيد خلالها كنيسة “ملكة السلام” وفى يوم إفتتاحهـا عام 1960 صدر قرار تعيينه وكيلاً عـامـا لـمطرانية الـمنيا من قِبل الـمتنيح الأنبا بولس نصيروأشرف خلالها على بناء عديد من كنائس الإيبارشية ومـشروعاتهـا.
– وفـى عـام 1967 أعيد تعيينه وكيلاً عامـاً لـمطرانية الـمنيا من قِبل الـمتنيح الأنبا إسحق غطاس، كـما أُسندت إليه رعية الفكرية إلى جانب عمله كوكيل للـمطرانية وذلك حتى عام 1972.
– التحق فى 31 يوليو 1972 برهبنة الأباء اليسوعيين بناء على طلبه وموافقة السلطات الكنسية. وقد قضى سنة الإبتداء فـى الرهبنة اليسوعيية فى الـمنيا والسنة الثانية فى فرنسا، وعاد ليقدم نذوره الرهبانية الأولى بعد سنتين ثـم النذور الإحتفالية فى 16 فبراير 1979.
– وخلال فترة الرهبنة اليسوعيية عـمل مدرساً للتعليم الـمسيحي فى مدرسة العائلة الـمقدسة بالفجالة، وأسس نشاط “أغصان الكرمـة” بفروعه ، وكان مـرشداً عـامـاً للنشاط ومسؤلاً عن إصدار نشرات عن أغصان الكرمة بالإضافة لكونه كان مرشداً روحياً عامـا للراهبات.
– تـم إختياره أسقفاً لإيبارشية أسيوط مع حق الخلافة فى 19 مايو 1983، وتـمت سيامته عن يد الـمتنيح الكاردينال إسطفانوس الأول بطريرك الكرازة الـمرقسية فى 24 يونيو بإسم الأنبا أغناطيوس يعقوب.
وفى أسيوط أنشأ فريق الكورال للخدمة والترانيم بالإضافة الى زياراته الرعوية. ومكث فى إيبارشية أسيوط حتى تـم تجليسه على كرسي طيبة – الأقصر وأسوان والبحر الأحمر فى 23 أكتوبر 1986 خلفـاً لنيافة الأنبا أندراوس غطاس الذى إعتلى كرسي البطريركية بإسم الأنبا إسطفانوس الثانـي.
– وفى إيبارشية الأقصر كون أنشطة للشباب و شيد مبنى دار طيبة للخدمات وقام بتجديد كنيسة الكاتدرائية بالأقصر وكنيسة نقادة وكنيسة نجع الصياغ، كما قام بتجديدات وتعديلات فى مبنى الـمطرانية. كذلك بنى وأسس فندقاً فى مدينة الغردقة بالبحر الأحمر لإستقبال الـمجموعات الـمسيحيية بكافة طوائفها وأبناء الإيبارشية على وجه الخصوص لإقامة الخلوات الروحية ولقضاء العطلات الصيفية. وبدأ فى تجديد بناء كنيسة حجازة ولـم يستكمل البناء حيث جاءت ساعته للقاء الـمحبة فى 12 مارس 1984.
عــيد دخــول الـمسيح إلــى الهيكل
أولا – لـم يكتف مشترع الناموس والوصايا بإعلان أوامره على ألسنة أنبيائه، بل أراد أن يـمارسها بذاته. لأن الـمشترع لا يطاع إن لـم يسر أمام الشعب بحسب الشريعة. ولا يستفيد التلاميذ من شروحات الـمعلم إن لـم يثبتها عمـلياً. يستطيع كل إنسان أن يتكلم ويشرح ويتغنى بجمال الفضيلة، ولكن أي تأثير يكون لكلام من لا يعتقد بـما يقول؟ ولا يعمل بـما يشير؟. فالسيد الـمسيح لـم يمدح من يعلـم فقط، بل قال” الذى يعمل ويعلم فهذا يدعى عظيماً فى ملكوت السموات” (مت 19:5). فإذا أردنا أن يتبعنا أولادنا ومرؤسينا فلنحقق بالعمل ما نقول، فالفضيلة بعمل الإنسان وليس باللسان. فالإله إنحدر من السماء، وعلم التواضع ولـم يترك فرصة تـمر ولـم يمارس فيها التواضع. فقد شارك البشر فى كل شيئ. خضع لشريعة لا يلتزم بها غير الخطأة، وفى حياته الظاهرة والحفية معاً لـم يعمل لغير مجد الأب السماوي..فهـل هذه هـى غايتنــا؟؟…ألـم نحول كل نعم الله ومواهبه كأنها صفات من مقتضيات طبيعتنا؟..فـما أبعدنا عن الحقيقة. فبمقدار ما نتعظم ونتمجد يبعد الله عنايته عنا ويمنع هنا نعمه. فيسوع شاء أن يكون كله للإنسان للبشر ولكي يكفر عنهم ويسترضى الجلال الإلهي. شاء أن تلك التقدمة نفسها تعود للعزة الإلهية لأنه لا كفارة كاملة بدونها. فقدم ذاته عن الجميع..فمن لا ياعجب من إختراع هذا الحب؟؟. فإلـى متى نستمر فى التكاسل ولا نقدم حقيقة ذواتنا لله؟. إن الخلائق كلها تنادينا وتساعدنا على القيام بهذه التقدمة، فبقدر ما نكون لله يكون الله لنا. فلنقابل هذه التقدمة التى قدم يسوع ذاته لأبيه ضحية عنا ولأجل خطايانا ولنضم تقدمتنا الى تقدمة يسوع لكي تكون مقبولة لأن الأب لا يرتضي بها ما لم تقدم بإسم يسوع وبإستحقاقاته. فلنضرم فينا نار الغيرة على مجد الله وخلاص النفوس، ولنقدم منذ الآن ذواتنا لله فلا يعفى أحد من الخضوع (فالإبن لأبيه والمرؤس لرئيسه والرئيس لمن هو أعلى منه…). فلنطع الله بقمعنا أهواءنا ومحبتنا الذاتية ولنخلص المحبة ليسوع ولنقبله داخل قلوبنا كما حمله سمعان الشيخ. فلنجمل ذاتنا بالقداسة فالقداسة تجعلنا نخاف الله ونتحد به. فإذا كنا نحب أن نحفظ نفوسنا فى طهارة كاملة، فلنتجنب أصغر الهفوات لئلا نتهاون فى الكبائر. فممارسة الإماتات الصغيرة وتجنب الهفوات الطفيفة نبلغ الفضيلة الكاملة.
فلنثبت فى إيماننا كسمعان الشيخ، فلا يخيب الله رجاءنا ولننتظر التعزية مثل سمعان الشيخ. هــل من الـمخلوقات نأمل النجاة؟..فلنتشجع ولا نيأس فنأخذ مكافأتنا. لا نقل ماذا تكون مكافأتنا؟..إنها كما قال الـمسيح لبطرس ” أنتم الذين تبعتـموني …تأخذون مئة ضعف وترثون الحياة الأبدية” (مت 28:19،30). إن وعد الـمسيح لا يُنقض
” السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول” (مت 35:24). فلنتبع شرائع الـمسيح فنحيا إلـى الأبد” الحق الحق أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الـموت إلى الأبد” (يو 51:8). فكما ان سمعان لـم يمت حتى رأى مسيح الرب كـما أُوحي له بالروح القدس (لو 27:2) هكذا يحيا حياة الأبد كل إنسان يثبت فى محبة الله وتقواه ويحفظ كلامه.
الأحد الـثانـى من شهر توت:
“مـــاذا أعـــمـــل لأرث الـحـيـاة الأبـديـة” (لو 25:10)
أمـامنا الآن رجـل “نامـوسي” يتقدم الـى يسوع ويسأله قائلاً: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟
يبدو أن هذا الرجل لـم يكن خالص النـية..الـمسيح تتكشف أمامه نوايا هذا الرجـل..
لـم يـجبه الـمسيح على سؤاله بجواب صريح. لكنه جعل جوابه فى صيغته سؤال آخر..
فقال له “ما هو مكتوب فى الشريعة..كيف تقرأ؟..
يرد عليه السؤال بسؤال..
يرد الناموسي..اللوح الـمحفوظ..تحب الرب إلهك..
يسأل ثانية..ومن هو قريبي؟..
يرد الـمسيح بقصة..ثم يسأل..”أي هؤلاء الثلاثة صار قريبا”…
منطق عجيب للـمسيح…
يسأله رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وهو يعلـم قائلين: بأي سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان؟..
يرد الـمسيح..” وأنا أيضا أسألكم كلمة واحدة فإن أجبتم أرد على سؤالكم..معمودية يوحنا من أين كانت..من السـماء أم من الناس؟..يجيبون..إن قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم نؤمنوا به وإن قلنا من الناس نخاف من الشعب لأن يوحنا عند الجميع نبي..فأجابوا لا نعلـم، فقال لهم الـمسيح وأنا ايضا لا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا”…
يسألون..أيجوز أن نعطي جزية لقيصر أم لا؟
يجيب…لـمن هذه الصورة والكتابة؟..قالوا لقيصر..إذاً أعطوا مـا لقيصر لقيصر وما لله لله.
1. سؤال حسود لـئـيـم: الـمسيح بالنسبة للناموسيين والفريسين دخيل على وظيفتهم..متطفل على إختصاصتهم..لقد نزع من وراءهم أتباعهم وشعبهم..غيظ..حقد..لؤم
2. سؤال مــُراءِ عظيم: قام..ليجربه..قيام..مظهر لللأدب والذوق والإحترام..”يا معلم”..لقب كريم من مرائي عظيم..
“قام ليجربه”..يوبخ السيد الـمسيح المرائين قائلا ” انكم تنقـون خارج الكأس والصحفة وأما باطنكم فـمملوء رياء دائم..انكم مثل القبور الـمجصصة التى تُرى من خارجها حسنة وهى من داخلها مملوءة عظام أموات وكل نجاسة.
3. سؤال مادي سقيم:..”ماذا أفعل..لأرث” يتحدث بلغة الـماديات
حب الـمال..مثل جيحزي..ويهوذا الخائن
جواب الـمسيح “افعل هذا فتحيا”
1. كلمة الله حياتنا
2. حبنا لله غايتنا …”تحب الرب الهك من كل قلبك”
3. حبنا للناس وسيلتنا..”وتحب قريبك كنفسك”.
++++++++++++++++++++++++++++
الأحـد الثالث من شهر توت:
” فلمـا إنتهى يسوع الـى الـموضع رفع نظره فرآه”
(لو 5:19)
تلعب العين أخطر الأدوار فى حياة الإنسان، وعليها يتعلـق مصيره.
القسم الأول: الـنظرة وأثــارهــا
1. سر الإنهيار – نظرة حواء..نظرة داود
2. مظهر الإحتقار – “العين الـمستهزءة بأبيـها والـمحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادي وتنهشها فراخ النسر” (أم 17:30)
القسم الثانـي: النظرة الشريرة وأهـدافها
رفع يسوع نظره..أي الـى فوق..امـا الأشرار فينظرون الـى:
1. نظرة الـى تحت :
نظرة الشك- بطرس الرسول نظر وهو يمـشي على الـماء الى تحت فسقط وكاد يغرق
نظرة النـجاسة – من نظر الى امرأة ليشتهيهيا فقد زنى بها فى قلبه
2. نظرة الى خلف: امرأة لوط نظرت الى وراءها فصارت عمود ملح..يسوع ينذر”ليس أحد يضع يده على الـمحراث وينظر الى الوراء يصلح لـملكوت الله”
3. نظرة الى اليمين: وهى تشير الى الـمطامع والغرور..”ديماس قد تركني لأنه أحب العالم الحاضر”
يهوذا نظر الى الثلاثين من الفضة..جيحزي نظر الى ذهب نعمان السرياني..حنانيا وسفيرة نظرا الى ثـمن الحقل.
4. نظرة الى يسار: نظرة اليأس والفشل، نظرة الحسد. يقول الـمرنم ” حول عيني عن النظر الى الباطل”.
القسم الثالث: معنى النظر الى فوق
1. الى مكان القوة – السموات تذيع مجد الله والفلك يخبر بأعمال يديه
2. الى مكان القيادة – رفع يسوع عينيه..يحول أنظارنا الى مكان القيادة.
3. الى مكان الجمال والجلال – إن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا وأن يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا..
4. الى مكان الـمكافأة والـمجازاة – موسى رفض ان يكون إبنا لإبنة فرعون”..كان ينظر الى الـمجازاة..وبولس ..”أنسى ما هو وراء وأمتد الى ما هو قدام حيث الجعالة العليا”
نـظرة يسوع ونظرة الإنــسان
الـى العـالـم: “أخذه ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك العالـم ومجدها”..فرآه صورة خالية من الحقيقة..”اذهب عني يا شيطان”..أما الإنسان فرآه معبوده.
للـمظاهرات التكريمية: طبلة فارغة..قالوا “مبارك الآتي بإسم الرب”.. وفرح التلاميذ بهذه الـمظاهرات وتشاجروا من منهم يكون الأعظم فى الـملكوت..يسوع ينظر ويبكي..والتلاميذ يضحكون..بكى لأنه نظر الى الجماهير نفسها التى هتفت تقول “اصلبه”.
الـى الـمظهر: منظر الهيكل جميل..تحفة..ولكنه قال “لا يترك حجر إلى حجر لا ينقض”.. رآه يسوع مزعزع الأركان..واهي البنيان ليس فيه رابطة. نظره القوم ثابتاً..أحجاره عظيمة ضخمة..أما يسوع فقد رآه أحجار مرصوصة دون ترابط…ماذا لو جاء كنائسنا ورأى أعضاءنا وخدماتنا؟
الى الـمريض: مريض بركة بيت حسدا ..(38 سنة)..السامري الصالح والجريح.
الـى الخاطـئ: زكـا..الخاطئة فى بيت سمعان..السامرية..الزانية.
الى الولد: “دعوا الأولاد يأتون الي ولا تمنعونهم”
الـى العطاء: فلسي الأرملة
الـى الصليب: فرأى الصليب مجداً ومسرة وحياة…لذلك يقول القديس بولس الرسول ” أما أنا فحاشى لـي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع الـمسيح”.
+++++++++++++++++++++
الأحــد الرابع من شهر توت:
الـمرأة الـخـاطـئة فـى بيت سمعان الـفريسي (لو 36:7-50)
نتـنـاول الـموضوع من ثلاث زوايـا: الداعــي..والـمــدعـو ..والـمتطفـلين على الوليـمة.
* الداعــي الـى الـولـيمة: سمعان الفريسي وفيه نرى ثلاث صفات
1. فريسي يحب الظهور – لـم يَدعُ يسوع الـى بيته حباً فيه، بل حباً فـى الظهور. والقرائن تدل على ذلك..نقده للـمسيح..وشكه فـى شخصيته وإنزاله من مـرتبة الألوهية الـى مرتبة النـبوة بل أقل من ذلك..إذ قال “لو كان هذا نبياً”. الداعـي ينسق وليمته للـمظاهر فقط ولكنه يتناسى الواجبات الأساسية فى الضيافة فانه لـم يقدم الـماء ولا الزيت ولا الـقبـلة. قلب حقود..إكرام مـزيف..ضيافة غاشة..رياء بشع..عبارات التـملق..الـمودة الـمصطنعة.
2. فريسي يبغض النور – “لقد تكلم فى نفسه”..جبن كامل..وهذا دار كل الفريسين..عند إنزال الـمفلوج من السقف “جلسوا يفكرون فى قلوبهم لـماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف”..وهو يشفي الـمجنون الأعمى والأخرس قالوا فى أنفسهم “هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين”.
هذه حالة من يريدون أن يعيشوا فـى الظلام.
3. فريسي ديان مـغرور – حكم على الـمسيح بأنه ليس إلهاً ولا حتى نبياً..حكم على الـمرأة بأنها خاطئة وبذلك كسر الوصية التى تقول “لا تدينوا لئلا تدانوا لأنه بالدينونة…” إنتقــاد الآخرين..
* الـمدعو الـى الولـيمـة:
1. يسوع النـصير الـكريـم – ينصر الـمرأة على مضيفه..بـمقارنة حكيـمة
“دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لـم تقدم….وهذه غسلت رجلي بدموعها
لـم تقبلنـي…. وهذه منذ دخلت لـم تكف عن تقبيل قدمي..
لـم تدهن رأسي بزيت…وهذه دهنت بالطيب قدمـي..”
2. يسوع الـمعـلم الـحكيم – يعطي لسمعان مثلاً ..”كان لـمداين مديونان….” ويجيب سمعان على الـمثل ” أظن ان الذى سامحه بالأكثر” …يقول له الـمسيح “بالصواب حكمت”.
حكمة عجيبة من الـمعلـم العجيب، فيها يشجع الفريسي على الحديث والإعتراف بالحقيقة كما فعل مع السامرية قائلاً لها “حسنا قلتِ” ومع الناموسي..”بالصواب أجبتَ”..هذه هى سياسة البناء ..التشجيع..لا التشنيع.
3. يسوع الإله العلـيم: انه يعرف ما يدور فى خاطر الـمضيف..انه يعلـم بخفايا الصدور وخبايا القلوب..سمعان يتكلم فى نفسه..ويسوع يعرف ما فـى نفسه.
4. يسوع الـمخلص الرحيم – قال للـمرأة “مغفورة لكِ خطاياك”
5. يسوع يعطي السلام العظيم – يقول للـمرأة “اذهـبي بسلام”
الأحـد الأول من توت:
” إنـه بين مـوالـيـد الـنساء ليس نبي أعظم من يوحنا الـمعمـدان” (لو 28:7)
مـا سر هـذه الـعظـمـة الـمعـمدانية؟
مـا مـنـابعـهـا..ومـا مـصــادرهـا؟
مـن أين إسـتـقـاهـــا…ومـن أين إجـتنـاهــا؟
مـــا حــدودهـا…ومـواصـفـاتـهــا؟
تعــالـوا ـنـا نـتـأمـل: إرتـفـاعـهـا..عـمـقهـا..طـولـهـا..وعـرضـهـا
1. إرتفاعـهـا – عظمة يوحنا مـرتفعة الـى فوق..إلـى الـسمـاء..لقد وعد الرب زكريا أبيه منذ مولده، بل قبل أن يولـد “لأنه يكون عـظيما أمام الرب”.
* الـعـالـم يقيس العظمة بـمقياس الجاه والثروة..مقاييس مادية وفانية، ولكن الـمقياس الحقيقي للعظمة أن يكون الإنسان عظيـما “أمام الرب” وليس أمام الناس.
* يوحنا يلبس أحقر الـملابس،وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه ..ومع ذلك تشهد له السماء بأنه أعظم مـواليد النساء. إذن ليست العظمة فـى لبس الثياب فلقد دخل الـمهاتـمـا غاندي مجلس العموم البريطاني بإذاره البالـي شبه عار ومع ذلك إنتفض له أعضاء الـمجلس. ويحدثنا التاريخ أيضا عن أنطونيوس وبولا وباخوميوس كانوا يلتحفون الأسمال البالية ورغم ذلك كانت أرواحهم النقية وشخصياتهم القوية مما كان يرهب العظماء والـملوك.
* كان يوحنا طعامه الجراد وعسل البر، فليست العظمة فى البطون الـمتخمة بأطيب الـمأكولات. فقد عاش آباء البرية يأكلون من حشائش الأرض ويذلون أجسادهم بقسوة وعنف مع ذلك لـم ينكر العالـم عليهم عظمتهم.
* كان يوحنا يسكن فـى البراري والقفار، يعيش فـى الخلاء والعراء ومع ذلك كان يوحنا أعظم مـواليد النساء.
2. عــمـقـهـا – كانت عظمة يوحنا عميقة لأنه من بيت عريق متدين عظيم” وكان زكريا وأليصابات بارين أمام الله سالكين فـى جميع وصايا الرب وأحكامه”.
أساس عظمة يوحنا إنه كان من بيئة صالحة، لذلك لا عجب ان رأينا يوحنا قديساً كاملا يحبه الشعب ويخافه أعداؤه.
3. طــولــهــا – كانت عظمة يوحنا تمتد الـى مولده، بل الـى مـا قبل ميلاده بتسعة أشهر فقد تنبأ عنه الـملاك “انه يـمتلئ من الروح القدس وهو فـى بطن أمـه، لا يشرب خمـراً ولا مـسكراً”.
4. عـرضـهـا – بقدر مـا كانت عظمة يوحنا فـى إرتفاعها متصلة بالله، وفـى عـمقها متصلة بالبيت، وفـى طولـهـا متصلة بالروح القدس، بهذا القدر عينه كانت عظمته عريضة فـى تلك الخلوة العظيمة التـى كان يتمتع بها يوحنا، إذ انه كان فـى البراري الـى يوم ظهوره لإسرائيل.
إن حـياة يوحنـا تـعلـمـنـا الإعتزال عن الشهوات الـجسدية..
إن حـيـاة يوحـنـا تـعـلـمنـا الإخـتلاء والـتــأمــل.
رسالـة الـمـعــمـدان:
1. رسالة هـداية إصلاحية -” انه يرد كثيرين من بني إسرائيل الـى الرب إلـههم” ، إذن فهي رسالة هداية وإصلاح. إصلاح الشعب الفاسد القاسي وتعريفه طريق الحياة الأبدية. إنه يرد قلوب الآباء الـى الأبناء والعصاة الـى علم الأبرار. من الناس من يتقنون زرع الخصومات بين الإخوة، ولكن قـل من يـتـقـن سياسة الـصـلح بين الناس.
2. رسالة تعاونية إشتراكية – “جاء اليه الـجموع قائلين ماذا نفعل فأجابهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا” وهذه هـى الإشتراكية الـمسيحية الرائعة ” . فنقرأ فـى بدء الكنيسة “وجميع الذين آمنوا كانوا مـعاً وكان عندهم كل شيئ مشتركاً”.
3. رسالة عدالة إجتماعية – سأله العشارون ” ماذا نفعل فقال لهم لا تستوفوا أكثر مـما فرض لكم” .
إنها ثورة عـلى الـمظالـم..ثورة على الرشوة. ويقول للجند “لا تظلموا أحداً ولا تفتروا عليه وأقنعوا بوظائفكم”.
4. رسالة شجاعة أدبية – إن الشجاعة من أبرز صفات الـمعمدان يقول لهيرودس “لا يحل لك أن تأخذ إمـرأة أخيك زوجة لك”..إنها صرخة فـى أذنـي كـل مستهتر مستبيح.
ســـلام لــك أيـهــــا النــبـي الـعـظـيــم …ســـلام لــروحــك الـطــاهـــرة
ســـلام لــشــجاعــتــك الـنــادرة. …ســـلام لـعـظـمـتـك..يــا أعـظــم مـوالـيــد النـســـاء.
عظيم فـى مولده: إبن موعد ..ينبئ عنه الـملاك جبرائيل ..يسمى يوحنا..يتطهر من بطن أمه..يفرحون بـمولده..يتنبأ زكريا عن رسالته.
عظيم فـى حياته: حياة تقشف وإماتة متواصلة..وبر الإبل، منطقة من جلد، الجراد، عسل البر، حياة إختلاء وصلاة فى البرية..حياة نزاهة: يسألونه هل أنت الـمسيح..لست أنا..هوذا حمل الله..من له العروس فهو العريس..فرحي قد تم..له ينبغى أن ينمو ولي أن أنقص..يتركه تلاميذه ويتبعون يسوع فلا يغضب. يوبخ اليهود بكل جرأة..أيها الحيات أولاد الأفاعي..فهو ليس قصبة تحركها الريح.
عظيم فى موته: شجاع يقول لهيرودس لا يحل لك..تقطع رأسه وتوضع فوق طبق..انه شهيد الواجب.
فلنطلب من الله: 1. نعمة الثبات فى إيماننا والشجاعة فى الـمحنة “من يصبر الـى الـمنتهى يخلص” .2. نعمة التجرد عن العالـم “من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني”
3. نعمة الأمانة فـى الوظيفة وفى كل الواجبات.
++++++++++++++++++++++
الأحـد الـثــانـي مـن شهر تـوت:
” تهـلل يسوع بالروح وقال أعترف لك ياأبت رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والعقلاء وكشفتها للأطفال، نعم يا أبتِ هكذا كانت الـمسرة أمامك” (لو 21:10).
يتضمن انجيل اليوم ثلاثة مواضيع هـامـة رئيسية:
1. سرور وإبتهاج يسوع لنجاح الرسالة والخدمة
2. تطويب للرسل على النعم التى حازوا عليها
3. شرح للناموس معنى الـمحبة الحقيقية لله وللقريب
شرح خاص للآية ..إخفاء الحقائق الدينية عن الحكماء والفهماء الذين يدعون فى أنفسهم الحكمة والعلم، وإعلان هذه الحقائق للبسطاء الـمعبر عنهم بلفظة (أطفال).
فإننا نرى أن الإيمـان والتواضع ضروريان لتعليم الـمسيح من جهة:
أ. مصادر الوحي ب. إنتشار التعليم ج. العقائد ذاتها
أ. مــصادر الوحـي – الذين كتبوا الكتاب الـمقدس أشخاص متواضعين بسطاء فمثلا داود النبي كان راعي غنم ، عاموس النبي كان راعي بقر وجاني جميز (عا 14:7)،
الرسل كانوا صيادي سمك ..الـمسيح ذاته الذى “أخبر” كان حقيراً فى نظر الناس مع انه “قوة الله وحكمة الله” ، “فلقد إختار الله الجاهل من العالم ليخزي الحكماء “
(1كور 24:1-31) .
إختار الله الضعيف من العالـم ليخزي القوي ، والخسيس والحقير وغير الـموجود لـيُعدم الـموجود لكي لا يفتخر ذو جسد أمامه فلقد كُتب “من افتخر فليفتخر بالرب” وأيضا “أبقي فيما بينك شعباً وديعا فقيراً فيـعتصمون بإسم الرب ” (صفنيا 12:3).
ب. إنتشار التعليم – رغم انه ينافي الرغبات وميول الإنسان ” ان اليهود يسألون الآيات واليوانيين الحكمة..أما نحن فنكرز بالـمسيح مصلوباً شكاً لليهود وجهالة للأمم”
(1كور 22:1) ، “حكمت ألا أعرف بينكم إلا يسوع الـمسيح وإياه مصلوباً”
(1كور 2:2) ، ” لا أستحي بالإنجيل لأنه قوة الله لخلاص كل من يؤمن، لليهود أولا ثم لليوناني إذ فيه يُجلى بر الله” (رو 16:1-17).
“أشكر إلهي يسوع الـمسيح من أجلكم أجمعين على ان إيمانكم يبشر به فى العالم كله” (رو8:1) ويقول أيضا “ذاع صوتهم الى جميع الأرض وبلغت أقوالهم إلى أقاصي الـمسكونة” (رو 18:10).
ج. العقائد ذاتها – تحتاج الى إيمان وتواضع عميق مثلا سر الثالوث، التجسد، الفداء، القربان الـمقدس، عقيدة ثبات دوام الزواج، الشرائع الأدبية، وصايا الله، وصايا الـمحبة، الصفح، والعفاف..الخ.
النتيجة..علينا أن نطلب من الرب يسوع أن يكشف لنا أنواره الإلهية وتعاليمه السماوية وأن يزيدنا إيماناً وتواضعا لنبلغ الى هذه الغايــة.
+++++++++++++++++++++
الأحـد الـثـالث من تــوت
زكـــــــــــا العشار
1. عن طريق رغبته القلبية – طلب أن يرى يسوع
2. عن طريق إرادته القوية – طلب مريداً أن يرى يسوع ..ليس كل من يقول يارب..
[ قصة توماس اديسون الـمخترع الكبير]
قــال نابليون : إنـي أكره ثلاث كلـمات ..لا أعرف ، لا أقدر، و مستحيل.
3. عن طريق نظرة يسوع له – (مقارنة بين آدم وزكـا)
إختفى زكا بين أغصان الجميزة فى أريحا -إختفى آدم بين أغصان الشجر فى جنة عدن
نــادى الله آدم – ونـــادى زكــا
نظرة الله لآدم توبيخ – ولزكا عطف
يقول لآدم أخرج – ويقول لزكا أسرع وأنزل
نظرة يسوع: لبطرس ..إلـى لاوي..الـمجدلية..السامرية..مريض بيت حسدا
لقد إهتم يسوع بالفرد [ قصة الواعظ الذى لم يجد إلا شخص واحد]
4. عن طريق سرعة تلبية الدعوة – اسرع وانزل
” اليوم إن سمعتم صوته…..”
قال الإبن الضال “أقوم الآن……”
5. عن طريق سكنى يسوع فى قلبه وبيته – وبيوتنا هل يسكنها يسوع؟؟؟
[الكاهن الذى زار أحد البيوت وسأل عن أسماء العائلة فذكر له أحد الأولاد قائلا:أنا أسمي شيطان وأمي اسمها غبية وأبي اسمه ردئ 0فأجابه الكاهن تعالـى ياإبن الردئ)
6. عن طريق تضحياته الكثيرة
++++++++++++++++++++++
الأحـد الثاني من مسرى:
“قــال له إتبعنـي..فترك كل شيئ وقام وتبعه” (لو27:5)
تــرك كـل شيئ:
1. كـل شيئ يتعلق بالـمقتنيات:
ترك الأنبا أنطونيوس الكبير ميراثه وكرس شبابه للـمسيح…ترك زكـا أمـواله..وترك متى كل شيئ..محبة العالـم..الـمال
2. كل شيئ يتعلق بالشهوات:
يوسف ترك شهوات قصر فوطيفار…والـمرأة السامرية تركت شهوتها..”من لايبغض..حتى نفسه..لا يقدر أن يكون لي تلميذاً”.
3. كل شيئ يتعلق بالشخصية:
موسى ..يدعى ابن إبنة فرعون..يترك ذلك مفضلا بالأحرى أن يُذل مع شعب الله من أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار الـمسيح غِنى أفضل من خزائن مصر.
بولس الرسول “صرنا كأقذار العالـم ووسخ كل شيئ”.
الـمشجعات لترك كل شيئ:
1. حـباً فـى الـزعيم الجديد:
جاذبية يسوع..فى حبه..فى نوره..فـى جمـاله..فـى سخائه.
2. حـباً فـى الـمبدأ الجديد:
الـمبادئ الجديدة فى الـموعظة على الجبل..مقارنة بين شريعة العهد القديم وشريعة العهد الجديد..
“قيل لكم…أمـا أنا فأقول لكم”..وكـما أعلن الرسول بولس “الناموس بـموسى أعطى وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيح صارا”.
3. حـباً فـى الـعالـم السعيد:
“مـا لـم تره عين…” . ” ليس أحد ترك بيتاً أو والدين أو أخوة أو إمرأة أو أولاد من أجل ملكوت الله إلا ويأخذ فى هذا الزمان أضعافاً كثيرة وفى الدهر الآتي الحياة الأبدية” (لو 29:18-30).
بــركــات ترك كــل شيئ:
1. شركة بالرب: “أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر”
2. سلام فى القلب: ” سيكون لكم فـي سلام”..”سلامي أعطيكم”
++++++++++++++++++++++++++