” … ! وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم : السَّلامُ علَيكُم “
تأمل الأحد ٣ ابريل / نسيان ٢٠١٦
أبعدَت الشريعة والتعاليم اليهوديّة بتمرّدها السَّلام عن الأرض … ورمَت بالكون والإنسان في تمرده الأوّلي …
كذلك كان الأمر عند الرّسل بعد موت وقيامة الربّ يسوع من بين الأموات ؛ فقد ظهرت الشكوك والخوف و الانشقاقات فيما بينهم وتعرّض إيمانهم لهجمات قويّة من الشكّ … وعند اشتداد العاصفة ، عجزت قلوبهم عن إيجاد ملاذ للسَّلام أو ميناء هادئ.
هنا تدخل الرّب يسوع المسيح سيد الكون والطبيعة ، وأمر الرياح بالهدوء وسيطر على العواصف وامواج البحر ، هو فاحِصَ القلوب الذي بحركة بسيطة يغيّر العاصفة إلى سماء صافية ، تدخّل وشدّد عزيمتهم بسلامه قائلا : ” السَّلامُ علَيكُم !… ما بالُكم مُضطَرِبين … أَنا هو بِنَفْسي ، ” لا تخافوا . أنا هو المصلوب والميت الذي لُفّ بالكفن ووضع في القبر والقائم من بين الأموات . أنا هو، إلهكم الذي صار إنسانًا من أجلكم . ” أ نا هو ، لا تخافوا ” ، . لست روحًا ترتدي جسمًا، إنّما أنا الحقّ الذي تجسّد من مريم العذراء وصار بشرًا . أنا الحيّ بين الأموات ، النازل من السماء إلى أعماق الجحيم . أنا الذي هرب منه الموت وارتعد منه الجحيم . وفي رعبه ، أعلنَني الجحيم إلهًا .
لا تخف ، يا بطرس الذي أنكرتني .
ولا تخف ، يا يوحنا الذي هربت منّي .
ولا تخافوا ، أنتم جميعكم الذين تخلّيتم عنّي ، والذين لم تفكّروا إلاّ في خيانتي ، والذين لم تؤمنوا بي رغم أنّكم كنتم ترونني وتأكلون معي وتستمعون إلى تعاليمي وتعاينون معجزاتي وعجائبي . لا تخافوا، أنا هو، لقد دعوتكم بالنعمة والقداسة ، واخترتكم بالمغفرة والمصالحة ، وأيّدتكم بالتعاطف ، وحَمِلتُكُم في محبّتي ، واليوم أجذبكم إليّ من خلال تضحيتي ومغفرتي ، فادخلوا معي إلى الملكوت المُعدّ لكم ” .
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك