« ولَم يُكثِرْ مِنَ المُعجِزاتِ هُناكَ لِعَدَمِ إيمانِهِم » بِندِكتُس السادس عشر
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
الرّسالة العامّة: “بالرّجاء مُخَلَّصون (Spe Salvi)” ، العدد 47
« ولَم يُكثِرْ مِنَ المُعجِزاتِ هُناكَ لِعَدَمِ إيمانِهِم »
يعتقدُ بعضُ اللاهوتيّين الحديثين أنّ النارَ التي تحرق وتخلِّصُ في آنٍ واحدٍ هي الرّب يسوع المسيحُ بالذات، الديّانُ والمخلِّص. فاللقاءُ به هو الدينونةُ الحاسمةُ، وأمامَ عينيهِ يتلاشى كلُّ زيفٍ. كما أنّ اللقاءُ به يحرقنا ويحوّلُنا ويحرّرنا لنصبح بالحقيقةِ ذواتَنا. فالأشياءُ المبنيّةُ خلالَ الحياةِ يمكنها أن تظهرَ كالقشِّ اليابسِ، أو كالافتخار الفارغ وتتهدَّم. لكن في ألمِ هذا اللقاءِ الذي فيهِ يصبحُ رجسُ كياننا ومرضه واضحًا، يكمنُ خلاصُنا. نظرتُهُ ولمسةُ قلبِهِ تشفينا من خلال تحوّلٍ مؤلمٍ بكلِّ تأكيد “كما بنار”. مع ذلك، فهوَ ألمٌ طوباويٌّ، فيه تدخلُ فينا قوّةُ محبّتهِ القدّوسة كشعلةٍ، فتجعلنا أخيرًا أن نكونَ ذواتَنا بشكلٍ كاملٍ وبذلكَ نكونُ تمامًا لله.
هكذا يظهرُ أيضًا ترابطُ العدلِ والنعمةِ: فالطريقة التي نحيا بها ليست دون أهميّة، لكنّ قذارتنا لا تسمنا إلى الأبد، أقلّه إن بقينا مشدودين نحو الرّب يسوع المسيح، نحو الحقيقةِ والمحبّة. وفي الواقع، لقد سبقَ وأُحرِقتْ هذه القذارة في آلام الرّب يسوع. سوف نختبرُ ونقتبلُ في لحظةِ الدينونة انتصارَ محبّته على كلِّ الشرِّ في العالمِ وفينا. فيغدو ألمَ المحبّةِ خلاصَنا وفرحَنا.