إني صاعد إلي أبي وابيكم – الأب وليم سيدهم
إني صاعد إلي أبي وابيكم
إنتهت حياة يسوع على الأرض “وأسلم روحه” إلى الآب. بعد صراع مع نفسه أمام عذابات الصليب “لتكن مشيئتك لا مشيئتى”. هل يسوع له مشيئة تختلف عن مشيئة الآب؟ نعم، لقد كان تجسد المسيح يعني خضوعه للقواعد التي يسير فيها البشر، فهو يفرح ويحزن، يبكي ويضحك، يصلي ويعمل وعلى مدار حياته البشرية ظل يسوع الناصري مطيعًا لأبيه السماوي.
فبصفته البشرية، عانى من النزاعات الموجودة في كيانه مثلنا جميعًا، ولكن نصوص الإنجيل المقدس تظهر هذا الإستثناء الذي عاشه يسوع من دون البشر، وهو الطاعة لأبيه السماوى.
نرى ذلك وعمره إثنتي عشر عامًا، إختفى عن أعين أمه مريم وأبيه البشري يوسف البار ثلاثة أيام فسبب آلامً مبرحة لمريم العذراء ويوسف، وحينما وجدوه كان بين العلماء في الهيكل يشرح لهم وجهة نظره في الشريعة والأنبياء، ولما سألته مريم وعاتبته رد عليها: «أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».” (لو 2: 49)
وحينما سأله الشاب الغني قائلًا: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ» قال له يسوع فورًا: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ« (لوقا 18: 18، 19) وفي انجيل يوحنا نجد يسوع يشرح علاقته الخاصة بأبيه « أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». (لوقا 10 : 30)
وحينما يطلب منه فيلبس: «يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». يقول لفيلبس: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ». (يوحنا 14: 8، 9)
إني صاعد إلى أبي وأبيكم، نعم أبونا نحن وأب السيد المسيح، نتذكر الصلاة التي علمها المسيح لتلاميذه حينما طلبوا منه أن يعلمهم أن يصلوا مثل تلاميذ يوحنا، ماذا علمهم؟ علمهم أعظم وأرقى صلاة لمؤمن “آبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”
حينما اتخذ الإبن جسدًا صار أخًا لكل واحد فينا وبالتالي حينما يسمي الله “آب” فإنه يعطي لله اللقب المناسب للبشر والصحيح فمن الإله الجبار القاسي القاضي إلى كل ما للآب من صفات الحنان والرحمة والصبر والغفران …إلخ.
إن يسوع يظهر لنا تمام الصورة لله بصفته “آب” وبالتالي فهو آب له وآب لنا جميعًا لذلك يصعد إلى أبيه وأبينا لكي يعد لنا مكانًا عن يمين الآب.
ولكن لن يتركنا يتامى فيرسل لنا البارقليط الروح المعزي لكي يقودنا في أشواك هذا العالم ويرشدنا الى عمق الحق الذي يريده الآب السماوي في وسط العالم.