الأنجيل اليومى لكنيسة الروم الملكيين 6 تشرين الأول / اكتوبر 2018
تذكار القدّيس الرسول المجيد توما
في كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك اليوم : تذكار القدّيس الرسول المجيد توما
إنجيل القدّيس يوحنّا .31-19:20
في عَشِيَّةِ ذَلِكَ ٱليَومِ عَينِهِ وَهُوَ ٱلأَوَّلُ مِنَ ٱلأُسبوعِ، وَٱلأَبوابُ مُغلَقَةٌ حَيثُ كانَ ٱلتَّلاميذُ مُجتَمِعينَ خَوفًا مِنَ ٱليَهودِ، جاءَ يَسوعُ ووقَفَ في ٱلوَسَطِ وَقالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!»
وَلَمّا قالَ هَذا، أَراهُم يَدَيهِ وَجَنبَهُ، فَفَرِحَ ٱلتَّلاميذُ إِذ أَبصَروا ٱلرَّبّ.
وَقالَ لَهُم يَسوعُ ثانِيَةً: «أَلسَّلامُ لَكُم! كَما أَرسَلَني ٱلآبُ، كَذَلِكَ أَنا أُرسِلُكُم».
وَلَمّا قالَ هَذا نَفَخَ فيهِم وَقالَ لَهُم: «خُذوا ٱلرّوحَ ٱلقُدُس.
مَن غَفَرتُم خَطاياهُم تُغفَرُ لَهُم، وَمَن أَمسَكتُم خَطاياهُم أُمسِكَت».
وَإِنَّ توما أَحَدَ ٱلِٱثنَي عَشَرَ، ٱلَّذي يُقالُ لَهُ ٱلتَّوأَمُ، لَم يَكُن مَعَهُم حينَ جاءَ يَسوع.
فَقالَ لَهُ ٱلتَّلاميذُ ٱلآخَرون: «إِنَّنا قَد رَأَينا ٱلرَّبّ» فَقالَ لَهُم: «إِن لَم أَرَ مَوضِعَ ٱلمَساميرِ في يَدَيهِ، وَأَضَع إِصبَعي في مَوضِعِ ٱلمَساميرِ، وَأَضَع يَدي في جَنبِهِ، لا أُومِن!»
وَبَعدَ ثَمانِيَةِ أَيّامٍ كانَ تَلاميذُهُ أَيضًا داخِلاً وَتوما مَعَهُم، فَأَتى يَسوعُ وَٱلأَبوابُ مُغلَقَةٌ، وَوَقَفَ في ٱلوَسَطِ وَقال: «أَلسَّلامُ لَكُم!»
ثُمَّ قالَ لِتوما: «هاتِ إِصبَعَكَ إِلى هَهُنا وَعايِن يَدَيّ، وَهاتِ يَدَكَ وَضَعها في جَنبي، وَلا تَكُن غَيرَ مُؤمِنٍ بَل مُؤمِنًا».
أَجابَ توما وَقالَ لَهُ: «رَبّي وَإِلَهي!»
قالَ لَهُ يَسوع: «لِأَنَّكَ رَأَيتَني يا توما آمَنتَ! طوبى لِلَّذينَ لَم يَروا وَآمَنوا».
وَآياتٍ أُخَرَ كَثيرَةً صَنَعَ يَسوعُ أَمامَ تَلاميذِهِ، لَم تُكتَب في هَذا ٱلكِتابِ،
وَإِنَّما كُتِبَت هَذِهِ، لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ ٱبنُ ٱللهِ، وَلِتَكونَ لَكُم إِذا آمَنتُم ٱلحَياةُ بِاسمِهِ.
تعليق
القدّيس كيرِلُّس الإسكندريّ (380 – 444)، أسقف وملفان الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا 12: 22
«أَلِأَنَّكَ رَأَيتَني آمَنتَ؟ طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا»
إنّ كلام الربّ هذا مطابق تمامًا لرحمة الله، ويمكن أن تكون فائدته كبيرة علينا. لأنّ الربّ هنا أيضًا اهتمّ بتنمية نفوسنا، لأنّه طيّب، ولأنّه “يريدُ أن يَخلصَ جميعُ الناسِ ويَبلُغوا إلى معرفةِ الحقّ” (1تم 2: 4).
لكنّ ذلك يمكنه أن يُفاجئنا. لأنّه كان على الربّ يسوع أن يتحمّلَ توما بصبر، بينما اعتبرَه التلاميذ الآخرون روحًا وشبحًا. وكان عليه أيضًا، لِيُقنِعَ العالم بأسره، أن يُريَه آثار المسامير وجرح جَنبِه. أخيرًا، وبطريقة مُذهلة وبدون أن يكون بحاجة جسديّة إلى الأكل، كان على الربّ يسوع أن يتناول الطعام، حتّى لا يبقى أيّ دافع شكّ للذين يحتاجون إلى علامات(راجع لو 24: 41)…
إنّ الذي لم يرَ، لكنّه يتلقّى ويأخذ بصحّةٍ ما نُعلِّمه، يُكَرِّم بإيمانٍ مميّز ما قالَه له معلِّمه. بالتالي، إنّنا نطلق اسم “طوباويّون” على كلّ الذين شهدوا بنعمةٍ على كلام الرسل، هم الذين كانوا “شهود عيان” لأعمال الرّب يسوع المسيح الكبرى “وخدّام الكلمة”، كما قال عنهم القدّيس لوقا (راجع لو1: 2). لأنّه من الضروري سماعهم، إن استولى علينا حبّ مُتَّقد للحياة الأبديّة، وإن كنّا مُهتمّين بإيجاد مَسكنٍ لنا في السماء.