قصة وعبرة “صلاتي لأمي الحنونة مريم”- عن موقع سلطانة الحبل بلا دنس
قصة وعبرة “صلاتي لأمي الحنونة مريم”- عن موقع سلطانة الحبل بلا دنس
ذات يوم دار حوار بيني وبين صديقي، بدأ الحوار بيننا عندما قلت’ له: يا له من شهر جميل . الطبيعة الجميلة الممتلئة ألوانا” وورودا” إنها تتزامن مع شهر الوردية .
سألني مستغربا”: هل تصلي الوردية أنت؟؟ ولماذا لا تصلي ليسوع المسيح مباشرة؟؟
أجبته : لست أنا وحدي ، ففي كل أنحاء العالم يصلي الملايين من المسيحيين صلاة الوردية رافعين قلوبهم لوالدتهم كي تستجب طلباتهم ، التي قد تكون جماعية أو فردية.
قال : أنا لا أعترف بهذه الصلاة.
ابتسمت وقلت: اعترافك أو عدمه ليس مهما”، إنها الصلاة التي يصليها المؤمنين منذ مئات السنين. ومنذ انتشار المسيحية في القرون الأولى قام المؤمنون بتكريم مريم العذراء والصلاة لها.
سألني : كيف يصلي المؤمنون لها وكيف يثقون بذلك؟؟
سألته مستغربا من تفكيره الغريب: إن كنت تريد إثباتات عليك بالبحث والقراءة فعدم معرفتك بالحقائق لا تنفي عدم وجود تلك الحقائق.
وسألني مرة أخرى: وهل تلك الحقائق موجودة؟؟
أجبته : مريم العذراء نفسها أثبتت أمومتها لكل المؤمنين ومرافقتها وشفاعتها دائما” بظهورها المتكرر والمعجزات التي أجرتها . وأيضا” صلاتها الدائم لأجل كل من طلب شفاعتها ، إذ لم يرجع خائبا” كل من التجأ إليها.
كرر السؤال عنها : أليست إنسانة مثلنا؟؟
قلت له : استطيع أن أجيبك بكل بساطة ، أثبتت مريم العذراء إنها إنسانة مثلنا ولكنها ليست إنسانة اعتيادية كما يوصفها البعض. فهل يعقل أن تكون إنسانة اعتيادية ويسكن في أحشائها الله؟؟؟ ولماذا ترافق الرسل عندما نزل الروح القدس على التلاميذ في العلية؟؟ لماذا يذكرها الكتاب المقدس إنها موجودة مع الرسل مع أهم حدث في حياة الرسل؟؟ وهل كان وجودها ضروريا”
أضفت قائلا”: لا أريد أن أتحدث كثيرا”، فلا حاجة لذلك فالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يخبرنا عن مريم ودورها مع يسوع ومع الرسل إذ لا أتوقع انك لم تنتبه لذلك عندما قرأت الكتاب المقدس!!!
وما ذا عن الكتب التي لا تحصى التي تشيد بالعذراء وبدورها في رسالة المسيح منذ عهد الرسل وتلامذتهم أي القرون الأولى للمسيحية. كيف تستطيع بجهلك تنفي كل ما ذكره شهود الإيمان الذين بإيمانهم انتشرت المسيحية في كل بقاع الدنيا ؟؟؟؟
سألني : ولكن ما زلت لا أستطيع الإيمان بشفاعتها!!
قلت له: لا أستطيع أن أقنعك ، فالإيمان هو من قلب الإنسان ينبع وهو علاقة شخصية. ولكن هل تتذكر المعجزة الأولى التي قام بها يسوع في قانا الجليل ؟؟ الم يستجيب يسوع لطلب أمه؟؟ وهل يسوع نفسه لم يعلم مسبقا بنفاذ الخمر ؟؟ انك تحتاج أن تتأمل بكل كلمة في الكتاب المقدس كي تحيى به ، إذ لا تستطيع أن تحيى ان كانت قراءتك سطحية.
للوقت نظر لساعته فأردف قائلا”: الوقت داهمني عليّ الذهاب اسمح لي، وإلى اللقاء ولا تنس أن تصلي لي.
لم أتمالك نفسي وضحكت فقال لي مستغربا” عن سبب ذلك !!قلت له : لماذا أصلي لك ؟؟ ألا تصلي أنت لنفسك ؟؟ ولماذا تطلب مني أنا الإنسان الخاطئ أن أصلي لك؟؟
وأنا إن طلبت’ من أمي مريم العذراء أن تصلي لي لا تعترف بصلاتها وبشفاعتها؟؟
في صلاة الوردية نقول: يا مريم صلي لأجلنا، هل تعلم إنها نفس الجملة التي تقولها لي صلي لأجلي . أعتقد يا صديقي انّك تعاني من التناقض.
وقف في مكانه بعد أن بدأ المسير واستدار لي وقال : أرجوك أن تصلي لي فأيامي القادمة ستكون عسيرة!!!
أجبته: طبعا” سأصلي لك عندما أصلي الوردية لأمي وأطلب منها أن تساعدك…
منقول عن موقع سلطانة الحبل بلا دنس-الأنسة مرح