stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

إن لم ألمسه بيدي فلن أصدق – الأب وليم سيدهم

774views

إن لم ألمسه بيدي فلن أصدق

لقد سبق توما الرسول “ديكارت” في الشك، ولكن بينما كان توما يتحدث عن ‏البرهان الحسي: “فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي ‏فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ»”( يوحنا 20 : 25). ، فإن ديكارت ‏كان يبحث عن البرهان العقلي “إن الحواس متغيرة فلا يمكن تصديقها، بل يمكن ‏أن نقول أن توما الرسول هو صاحب المنهج التجريبي الذي لا يؤمن إلا بالبراهين ‏التجريبية”.‏
رفض توما أن يصدق قيامة المسيح بناءً على شهادة بقية الرسل “لقد كان غائبًا ‏حين ظهر المسيح لهم. ويخبرنا الانجيل أن المسيح ظهر مرة أخرى وكان توما ‏حاضرًا فإقترب من توما وأخذ أصبعه ووضعه في جنبه مكان الطعنة وقال له لعلك ‏تصدق الآن ولكن طوبى لمن آمنوا ولم يصدقوا، ونحن المؤمنون في القرن الواحد ‏والعشرين لم نرى ما حدث منذ الفين عامًا ولكن نصدق بناء على إيمان الرسل ‏الأوليين. ومدة الفين عامًا جيلًا بعد جيل تناقل المسيحيون الإيمان فيما بينهم ‏ونشروه في أركان المعمورة معنى، معنى ذلك أن البرهان الحسي وإن كان ‏أساس الإدراك والإيمان فإنه غير قابل للتكرار وإنما الإيمان بحدوثه هو الذي ‏يسمح بإنتقاله من جيل إلى جيل.‏
إن الشهداء في أركان المعمورة مازالوا يتساقطون شهادة لقيامة المسيح بينما ‏السفهاء ومن شككوا ورفضوا هذا الإيمان يتجرعون كؤوس الإحباط والفراغ الروحي ‏المميت وغياب المعنى في حياتهم.‏
والإيمان بقيامة المسيح يشيبه الإيمان بوجود الله أو إنكاره، فمفاعيل القيامة ‏واضحة للمؤمن لا ريب فيها فشجاعة الحياة ونبذ الخوف من الموت أحد أهم ‏مفاعيلها، ذلك أن الذي يؤمن فقط بحياة أرضية قد تطول أو تقصر فإنه مهدد بفقد ‏هذه الحياة مهما طالت أو قصرت، أما القيامة فتضمن لصاحبها الحياة الأبدية، ‏الخلود، بالإضافة أنها طاقة كبيرة تحرر المؤمن من الخوف والنفاق واللامعنى، وتعزز ‏حياته بجعلها خلاقة ومُجدية. لقد كان عصر العبيد ممتدًا يملأه الخوف على الحياة ‏لدرجة أن الضعيف أمام القوى كان يعتبره السيد المطلق على حياته. بينما ‏القيامة صبغت حياة الفقير بالكرامة التي وُلد بها نعمة من الخالق. وجعلت من ‏الموت محطة من محطات الحياة الأبدية وربطت المؤمن بالمسيح باكورة القائمين ‏إلى الأبد.‏
يقول القديس بولس: “فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، ‏فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ.” (1 كو 15: 52)، لقد أعطت القيامة ‏للقيم المسيحية ثقلًا جديدًا هامًا، فالإنسان القائم من الأموات هو الإنسان الذى ‏حصل على قوة غير عادية في مواجهة التحديات اليومية، وزودته ببوصلة ‏الممارسات الميسيحانية بشكل يومي، وجعلت منه عضوًا في جسد ممتد رأسه ‏المسيح وجسده كل أعضاء الكنيسة المؤمنين بقيامة المسيح، فنحن بالإضافة ‏إلى ما أضفته القيامة على المؤمن من تحرير كامل من الخوف غير المبرر على ‏الوجود فإنها تعد المؤمن بإنتظار القيامة وحياة الدهر الآتي إلى جانب المسيح ‏وبصحبة كل الذين آمنوا به.‏