القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 15 مايو – أيار 2019
الخميس الرابع بعد الفصح
تذكار أبينا البارّ ثيوذورس المتقدّس، تلميذ البارّ باخوميوس
سفر أعمال الرسل 43-34:10
في تِلكَ ٱلأيّامِ، فَتحَ بُطرُسُ فاهُ وَقال: «بِٱلحَقيقَةِ قَد عَلِمتُ أَنَّ ٱللهَ لا يُحابي ٱلوُجوه.
وَلَكِن في كُلِّ أُمَّةٍ، مَنِ ٱتَّقاهُ وَعَمِلَ ٱلبِرَّ، فَإِنَّهُ يَكونُ مَقبولاً عِندَهُ.
وَقَد أَرسَلَ ٱلكَلِمَةَ إِلى بَني إِسرائيلَ، مُبَشِّرًا بِٱلسَّلامِ بِيَسوعَ ٱلمَسيح. هَذا هُوَ ربُّ ٱلكُلّ.
وَأَنتُم تَعلَمونَ ٱلأَمرَ ٱلَّذي وَقَعَ في جَميعِ ٱليَهودِيَّةِ، وَٱبتَدَأَ مِنَ ٱلجَليلِ بَعدَ ٱلمَعمودِيَّةِ ٱلَّتي كَرَزَ بِها يوحَنّا،
كَيفَ مَسَحَ ٱللهُ بِٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ وَبِٱلقُوَّةِ يَسوعَ ٱلنّاصِرِيَّ، ٱلَّذي ٱجتازَ وَهُوَ يُحسِنُ وَيُبرِئُ كُلَّ مَن قَهَرَهُ إِبليسُ، لِأَنَّ ٱللهَ كانَ مَعَهُ.
وَنَحنُ شُهودٌ بِكُلِّ ما صَنَعَ في أَرضِ ٱليَهودِ وَفي أورَشَليمَ، فَقَتَلوهُ مُعَلِّقينَ إِيّاهُ عَلى خَشَبَة.
هَذا أَقامَهُ ٱللهُ في ٱليَومِ ٱلثّالِثِ، وَأَعطاهُ أَن يَظهَرَ عَلانِيَةً،
لا لِلشَّعبِ كُلِّهِ، وَلَكِن لِشُهودٍ ٱصطَفاهُمُ ٱللهُ مِن قَبلُ، أَي لَنا نَحنُ ٱلَّذينَ أَكَلنا وَشَرِبنا مَعَهُ بَعدَ قِيامَتِهِ مِن بَينِ ٱلأَموات.
وَقَد أَوصانا أَن نَكرِزَ لِلشَّعبِ، وَنَشهَدَ بِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذي عَيَّنَهُ ٱللهُ دَيّانًا لِلأَحياءِ وَٱلأَموات.
وَلَهُ يَشهَدُ جَميعُ ٱلأَنبِياءِ، بِأَنَّ كُلَّ مَن يُؤمِنُ بِهِ يَنالُ مَغفِرَةَ ٱلخَطايا بِٱسمِهِ».
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا .20-12:8
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «أَنا نورُ ٱلعالَم. مَن تَبِعَني فَلا يَمشي في ٱلظَّلامِ، بَل يَكونُ لَهُ نورُ ٱلحَياة».
فَقالَ لَهُ ٱلفَرّيسِيّون: «أَنتَ تَشهَدُ لِنَفسِكَ، فَشَهادَتُكَ لَيسَت حَقًّا».
أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «إِنّي وَإِن كُنتُ أَشهَدُ لِنَفسي فَشَهادَتي حَقٌّ، لِأَنّي أَعلَمُ مِن أَينَ جِئتُ وَإِلى أَينَ أَذهَب. أَمّا أَنتُم فَلا تَعلَمونَ مِن أَينَ أَتيتُ، وَلا إِلى أَينَ أَذهَب.
أَنتُم تَدينونَ بِحَسَبِ ٱلجَسَدِ، وَأَنا لا أَدينُ أَحَدًا.
وَإِن أَنا دِنتُ فَدَينونَتي حَقٌّ، لِأَنّي لَستُ وَحدي بَل أَنا وَٱلآبُ ٱلَّذي أَرسَلَني.
وَقَد كُتِبَ في ناموسِكُم أَنَّ شَهادَةَ رَجُلَينِ حَقّ.
أَنا أَشهَدُ لِنَفسي، وَأَبي ٱلَّذي أَرسَلَني يَشهَدُ لي».
قالوا: «أَينَ أَبوك؟» قالَ لَهُم يَسوع: «إِنَّكُم لا تَعرِفونَني وَلا تَعرِفونَ أَبي. لَو كُنتُم تَعرِفونَني، لَعَرَفتُم أَبي أَيضًا».
هَذا ٱلكَلامُ قالَهُ في ٱلخِزانَةِ، وَهُوَ يُعَلِّمُ في ٱلهَيكَل. وَلَم يُلقِ أَحَدٌ عَلَيهِ يَدًا، لِأَنَّ ساعَتَهُ لَم تَكُن قَد جاءَت بَعد.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا، العظة 34
نورُ العالم
إنّ كلمات الربّ: “أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم” واضحة، برأيي، لأولئك الذين لديهم عيونٌ يستطيعون من خلالها أن يتأمّلوا هذا النور. ولكن يتفاجأ مَن ليس لديهم سوى عيون الجسد بقول الربّ يسوع المسيح “أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم”. ومنهم مَن قد يذهب بتساؤله إلى القول: ألا يكون المسيح تلك الشمس التي تحدّد النهار بشروقها وغروبها؟ كلاّ، إنّ الربّ يسوع المسيح ليس تلك الشمس المخلوقة، إنّما هو خالقها. “بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمّا كان” (راجع يو 1: 3). فهو إذًا النور الذي خلق النور الذي نراه. فلنحبّ هذا النور، ولنفهمه ولنرغب فيه، كي نصل يومًا ما إليه، لنجعله يوجّهنا فنعيش فيه للأبد… إذًا يا إخوتي، أنتم ترون، إذا كانت لديكم عيونٌ ترى خفايا الروح، النور الذي قال عنه الربّ: ”مَنْ يَتْبَعُنِي فَلَنْ يَمْشِيَ في الظَّلام”… اتبع شمس العالم هذه لنرى إن كنت لن تمشي في الظلام!! فها هي تشرق وتأتي إليك، فإذا مشيت خلفها، متّبعًا مسارها، فهي ستقودك نحو الغرب… لذلك عليك أنت أن تمشي نحو الشمس الساطعة التي لا تغرب وهي الرّب يسوع المسيح.