stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

البابا فرنسيس: الإنجيل هو برنامج حياتنا

867views

‏24 مايو 2019‏

‎”‎لنطلب نعمة قبول الدرب التي تشير إليها كلمة الله: التواضع والشركة والتخلّي” ‏هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي مُفتتحًا ‏الجمعيّة العامة الحادية والعشرين لهيئة كاريتاس الدوليّة .

ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الخامسة من عصر الخميس القداس ‏الإلهي في بازيليك القديس بطرس مُفتتحًا الجمعيّة العامة الحادية والعشرين ‏لهيئة كاريتاس الدوليّة وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها تخبر كلمة الله ‏في القراءة التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من كتاب أعمال الرسل عن أول ‏اجتماع في تاريخ الكنيسة. حصلت حالة غير متوقّعة: كان الوثنيون يعتنقون ‏الإيمان المسيحي، مما ولّد سؤالًا: هل عليهم أن يـتأقلموا، كالآخرين، مع قواعد ‏الشريعة القديمة؟ لقد كان قرارًا صعبًا والرب لم يكن حاضرًا. قد نتساءل: لماذا لم ‏يترك يسوع اقتراحًا ليبتَّ أقلّه هذا “الجدال الطويل”؟ (أعمال ١٥، ٧‏‎).‎
تابع الأب الأقدس يقول هذه هي تجربة الفعّاليّة، تجربة الاعتقاد أنَّ الكنيسة تكون ‏بخير إن كان كل شيء تحت السيطرة وإن كانت تعيش بدون صدمات. لكن الرب لا ‏يسير هكذا، في الواقع هو لا يرسل لنا جوابًا من السماء وإنما يرسل الروح ‏القدس. يسوع لا يريد أن تكون الكنيسة نموذجًا كاملاً، تفرح بتنظيمها وتكون قادرة ‏على الدفاع عن اسمها. إن يسوع لم يعش هكذا، بل سار بدون أن يخاف من ‏صدمات الحياة. الإنجيل هو برنامج حياتنا، ويعلّمنا أنّه لا يمكننا أن نواجه المسائل ‏بواسطة وصفات جاهزة وأن الإيمان ليس جدول أعمال بل هو حياة‎.‎
أضاف الحبر الأعظم يقول نبدأ من النهاية، من شجاعة التخلّي. إن نجاح ذلك ‏الجدال الطويل لم يكن بفرض شيء جديد وإنما بالتخلّي عن القديم. لكن هؤلاء ‏المسيحيين لم يتخلّوا عن أمور بدون معنى. بالرغم من ذلك اختاروا أنَّ إعلان الرب ‏يأتي أولاً، وبالتالي لخير هذه الرسالة ومن أجل أن يعلنوا للجميع وبشكل واضح ‏وصادق أن الله هو محبّة قرروا أن يتخلّوا عن تلك القناعات والتقاليد التي أصبحت ‏تشكّل عائقًا. نحن أيضًا نحتاج لأن نكتشف معًا جمال التخلّي وأولاً عن ذواتنا‎.‎
لكي نتبع الرب، تابع البابا فرنسيس يقول، علينا أن نسير بسرعة ولكي نسير ‏بسرعة يجب أن نخفِّف من أحمالنا حتى وإن كلّفنا هذا الأمر كثيرًا. ككنيسة نحن ‏لسنا مدعوين للقيام بتسويات مؤسساتيّة وإنما لدفع إنجيلي. فالرب لا يريد منا ‏إصلاحات تجميليّة، بل يريد ارتداد القلب الذي يمرُّ عبر التخلّي. إن الخروج من ‏ذواتنا هو الإصلاح الأساسي. نرى كيف وصل المسيحيون الأوائل إلى هذا الأمر. ‏لقد بلغوا شجاعة التخلّي انطلاقًا من تواضع الإصغاء. لقد تمرّسوا في التخلّي عن ‏الذات. وعندما ينمو الاهتمام بالآخرين يزداد التخلّي عن الذات، ونصبح متواضعين ‏متّبعين درب الإصغاء التي توقفنا عن رغبة تحقيق ذواتنا والمضي قدمًا لتحقيق ‏أفكارنا وعن البحث عن إجماع في الرأي مهما كانت الوسيلة. إن التواضع يولد ‏عندما نصغي وعندما نتوقّف عن وضع أنفسنا في المحور. إنها درب الخدمة ‏المتواضعة تلك التي سارها يسوع وعلى درب المحبّة هذه ينزل الروح القدس ‏ويوجّه. إن السير على دروب المحبّة والتواضع والإصغاء يعني أن نسمع للصغار. ‏لننظر مجدّدًا إلى المسيحيين الأوائل: صمتوا جميعًا ليصغوا إلى بولس وبرنابا. لقد ‏كانا آخر الواصلين ولكنّهم تركوهما يَروِيانِ لَهم ما أَجْرى اللهُ عنِ أَيديهِما. من المهمّ ‏دائمًا أن نصغي إلى صوت الجميع ولاسيما إلى صوت الصغار والأخيرين‎. ‎
أضاف الأب الأقدس يقول ختامًا هناك الإصغاء للحياة: لقد روى بولس وبرنابا خبرات ‏لا أفكار. وهكذا تميّز الكنيسة أيضًا: أمام واقع الأشخاص. الأشخاص قبل البرامج، ‏بواسطة النظرة المتواضعة لمن يعرف كيف يبحث في الآخرين عن حضور الله الذي ‏لا يقيم في عظمة ما نقوم به وإنما في صغر الفقراء الذين نلتقي بهم. من تواضع ‏الإصغاء إلى شجاعة التخلّي كلُّ شيء يمرُّ عبر موهبة القيام بالأمور معًا. في ‏الواقع، في جدال الكنيسة الأولى تسود الوحدة دائمًا على الاختلافات. فلا أحد ‏يضع في المرتبة الأولى اهتماماته واستراتيجياته وإنما واقع كوننا وشعورنا أننا ‏كنيسة يسوع. لا أحد يعرف كلَّ شيء ولا أحد يملك جميع المواهب، ولكن كلُّ فرد ‏يملك موهبة القيام بالأمور معًا. وهذا أمر جوهري لأنه لا يمكننا أن نفعل الخير ‏فعلاً بدون أن نحب بعضنا البعض حقًّا‎.‎
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول ” اُثبُتوا في مَحَبَّتي” هذا ما يطلبه يسوع في ‏الإنجيل. كيف نفعل هذا؟ علينا أن نكون بقربه هو الخبز المكسور. سيساعدنا أن ‏نكون أمام بيت القربان وأمام العديد من بيوت القربان الحيّة الذين هم الفقراء. ‏الإفخارستيا والفقراء، بيت قربان ثابت وبيوت قربان متحرِّكة: هناك نثبت في ‏المحبّة ونفهم ذهنيّة الخبز المكسور. هناك نفهم الـ “كما” الذي يتحدّث عنه ‏يسوع: ” كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا”. وكيف أحب الآب يسوع؟ ‏أعطاه كلَّ شيء. ولكن عندما نمتنع عن العطاء، عندما نضع في المرتبة الأولى ‏اهتماماتنا التي نريد أن ندافع عنها، نحن لا نتشبّه بـ “كما” الله، ولا نكون كنيسة ‏حرّة ومُحرِّرة. يسوع يطلب أن نثبت فيه، لا في أفكارنا؛ وأن نخرج من الادعاء ‏بالسيطرة والإدارة؛ يطلب منا أن نثق بالآخر ونعطي ذواتنا للآخر. لنطلب من الرب ‏أن يحرّرنا من الفعّاليّة ومن روح العالم ومن التجربة الخفيّة لعبادة ذواتنا وذكائنا. ‏لنطلب نعمة قبول الدرب التي تشير إليها كلمة الله: التواضع والشركة والتخلّي .‏‎. ‎

نقلا عن الفاتيكان نيوز