stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصركنيسة الموارنة الكاثوليك

إطلاق الترجمة العربية لكتاب ’كومبنديوم عقيدة الكنيسة الاجتماعية‘

721views

بيروت – الوطنية
2019/06/27

رعى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ندوة اطلاق الترجمة العربية لكتاب “كومبنديوم عقيدة الكنيسة الإجتماعية”، بدعوة من الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بحضور بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرين، وسفير الكرسي الرسولي في بيروت المطران جوزيف سبيتيري، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وفعاليات ثقافية وقضائية واجتماعية ودينية.

استهلت الندوة برفع الصلاة تلتها كلمة مدير الندوة المطران جورج بقعوني الذي أشار إلى أنه منذ “الشؤون الحديثة” التي أصدرها قداسة البابا لاون الثالث عشر وإلى اليوم قدمت الكنيسة للمجتمع البشري العديد من المؤلفات تتعلق بعقيدة الكنيسة الإجتماعية آخرها الـ”كومبنديوم” الذي صدر عن حاضرة الفاتيكان عام 2005، واهتمت بترجمته إلى العربية حركة “عدالة ومحبة” تحت إشراف سيادة المطران سمير مظلوم”.

وكانت مداخلة لعضو حركة عدالة ومحبة الدكتور يوسف كمال الحاج عرض فيها لأهمية كتاب الكومبنديوم ضمن تعاليم الكنيسة، مشيرًا إلى أنه في “عام 1999 أطلق البابا القديس يوحنا بولس الثاني فكرة لملمة كل التعاليم الصادرة عن الكنيسة عبر تاريخها حول القضايا الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية والسلامية وهي المعروفة باسم “عقيدة الكنيسة الإجتماعية” من أجل ضمها في كتاب واحد، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لعمال الأنجلة في القارة الأميركية أي الكاثوليك إكليروسًا وعلمانيين كي يفقهوا تعليم الكنيسة الإجتماعي”.

وأوضح أن “عملية إصدار هذا الكتاب الذي ظهر عام 2004 باللغتين الإيطالية، التي هي الصيغة الأصلية، والإنكليزية وهي أول ترجمة لها، استغرقت نحو خمس سنوات من العمل المتواصل. فهو يتألف من خمسمئة صفحة تضم زبدة التراث الكنسي عبر العصور في أمور الإجتماع والإقتصاد والسياسة والثقافة والبيئة وبناء السلام وسائر نواحي الحياة الزمنية بدءًا بالكتابات الآبائية مرورًا بالوثائق المجمعية وانتهاءً بالرسائل البابوية العامة وخطب الأحبار والوثائق الصادرة عن مجالس مختلفة في الكرسي الرسولي، وأهميته تكمن في أن مطلق مسيحي موكل إليه سلطة عامة يستطيع أن يجد في فصوله ما يثبت مبادئ تفكيره ويوجه مبادراته العملية وينير سلوكيات حياته ويخدم الخير العام في الجماعات السياسية كما في الأسرة البشرية جمعاء”.

ثم كانت مداخلة للمطران سمير مظلوم عرض فيها لقصة ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية التي “ابتدأت في العام 1967 حيث نشر البابا بولس السادس رسالته الشهيرة “ترقي الشعوب”، وكانت أول وثيقة حبرية حول هذا التعليم، مرورًا بالعام 1991 مع إصدار البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالته المشهورة “السنة المئة” في مناسبة مرور مئة سنة على صدور رسالة لاوون الثالث عشر “الشؤون الحديثة” التي كانت المحفز لتأسيس “حركة عدالة ومحبة” والتي من اهدافها ترجمة ونشر تعليم الكنيسة الإجتماعي. انطلقت هذه الحركة بالترجمة مع احتضانها لفريق عمل متعمق بتعليم الكنيسة لعب دورًا أساسيًا في ترجمة الكومبنديوم”.

وتابع: “ومع قرار مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بالإتفاق مع المجلس الحبري “عدالة وسلام” نقل هذا الكتاب إلى العربية ليتم وضعه بتصرف كل كنائس الشرق الأوسط فاوكلت إلينا هذه المهمة وبدأ عمل الحركة في العام 2006 وتركز على ثلاث مراحل زمنية ابتداءً من العام 2006، وصولاً إلى العام 2018 شملت ترجمة النص الأساسي ثم معالجة الحواشي والمسارد وأخيرًا متابعة العمل التقني والتنسيق مع المطبعة”. وختم: “وما سردي لهذه التفاصيل سوى للدلالة على أهمية هذا العمل وعلى قيمة هذا الكنز الذي تضعه الكنيسة بين أيدي أبنائها وإن يكن أول من تتوجه إليهم هذه الوثيقة هم الأساقفة. واليوم تبدأ الوثيقة مرحلة جديدة هي مرحلة الانتقال من دفتي الكتاب إلى حياة الناس والمجتمع وهذه مهمة الكنيسة التي تسعى بتعليمها الإجتماعي إلى إعلان الإنجيل وتأوينه في شبكة العلاقات الإجتماعية المتشعبة”.

وكانت مداخلة ختامية للمطران كيرلس سليم بسترس عن تأوين تعليم الكنيسة الإجتماعي في شرقنا العربي أورد فيها أن “رؤساء بلدان الشرق العربي لا يدركون أنهم لا يزالون بعيدين عن تحقيق أبسط قواعد العدالة الاجتماعية. وأوجز لتاريخ هذه البلدان التي عاشت تحت تسلط الحكم العثماني الذي استبدل بسلطات محلية تابعت في نهجها النهج التسلطي العثماني. ولم يكن هم الرؤساء خير المواطنين بل الحفاظ على سلطتهم والإستمرار في الحكم. فقامت الثورات ومنها ثورات الربيع العربي الذي اصبح شتاء عاصفا لا تبدو له نهاية قريبة”.

وأشار إلى “الإجحاف الذي يلحق بالمواطن من قبل الحكام الذين هم بعيدون عن تطبيق تعليم الكنيسة الإجتماعي في شرقنا العربي ومنها الأجر العادل والعمل المنزلي والبطالة وكرامة الاولاد وحقوقهم والحرية الدينية والبيئة”، موضحا انها “امثلة وردت في كتاب كومبونديوم ويمكن لبلدان الشرق العربي الإفادة منها من اجل رفع الظلم عن مواطنيها العائشين منذ قرون في القهر والذل ومختلف انواع الحرمان”. وختم: “بلداننا في الشرق الأوسط عامة وفي العالم العربي خاصة كثيرة التدين لله لكنها قليلة الإحترام للإنسان ولكن السيد المسيح قد علمنا أننا لن نستطيع الوصول إلى الله إلا من خلال خدمة الإنسان”.

البطريرك الراعي

وفي الختام ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: “يسعدني أن ألقي هذه الكلمة بإسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، في هذا الاحتفال لإطلاق الترجمة العربية لكتاب “كومبنديوم عقيدة الكنيسة الاجتماعية”، الذي تدعو إليه مشكورة الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة. ويطيب لي أن أعرب بإسمكم جميعا وبإسمي عن التقدير الكبير والشكر للمجلس الحبري “عدالة وسلام” لإصداره هذا الكومبنديوم بحسب رغبة القديس البابا يوحنا بولس الثاني، و”لحركة عدالة ومحبة” بشخص رئيسها، سيادة أخينا المطران سمير مظلوم، التي حققتْ بإشرافه مشكورة الترجمة العربية”.

وأضاف: “إن هذا الكتاب بذاته قيمة ثمينة وكنز نفيس، لكونه يجمع بمثابة خلاصة تعليم الكنيسة الاجتماعي، بطريقة جامعة ومنهجية. مضمونه مستمد من الكتاب المقدس، ووثائق المجامع المسكونية وبخاصة المجمع الفاتيكاني الثاني، والرسائل العامة الاجتماعية للبابوات: من البابا لاوون الثالث عشر مع رسالته الشهيرة “الشؤون الجديدة” سنة 1891 إلى آخر رسالة عامة إجتماعية للقديس البابا يوحنا بولس الثاني “السنة المئة” سنة 1991، فضلا عن نداءاته ورسائله بمناسبة الأيام العالمية المتنوعة، وأخيرا “كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية”. وإنا نستطيع تسميته “كومبنديوم المحبة الإجتماعية. أما إصداره باللغة العربية فيفسح في المجال لأكبر عدد ممكن من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، للحصول عليه وتطبيقه في حياتهم، ولجعله برنامجا تربويا وراعويا في الأبرشيات والرعايا والمؤسسات الكنسية والرهبانية”.

وتابع: “الجميع معنيون به: رعاة الكنيسة، من أجل القيام برسالتهم في خدمة المحبة الإجتماعية وخدمةالإنسان وحقوقه، والشؤون الاجتماعية ومبادئها؛ العائلة، لتحقيق ذاتها كخلية حية للمجتمع؛ العمال، ليدركوا حقوقهم وواجباتهم؛ الإقتصاديون والمعنيون بالقضايا الاجتماعية والبيئية؛ الجماعة السياسية والأسرة الدولية؛ حكام الدول والمؤسسات الأممية المسؤولة عن تعزيز العدالة والسلام وحمايتهما بين الدول وتجنب الحروب (راجع كومبنديوم، 11 و 12). هذه كلها المذكورة بالعناوين تشكل مضمون الكومبنديوم الذي هو أداة لا غنى عنها في يد الأفراد والجماعات”.

وقال البطريرك الراعي: “هذا الكومبنديوم، الذي ينقل إلينا عقيدة الكنيسة الاجتماعية، إنما يضعنا في صميم السر المسيحي القائم على أربعة عناصر مترابطة ومتكاملة، وكأنها الزوايا الأربع لكل بيت وصرح، بحسب ترتيب كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: العنصر الأول هو الإيمان المعلن في النؤمن، والمتضمن كل الحقائق الإيمانية التي تنير العقول والإرادات والقلوب. الثاني هو الاحتفال به ونقله بواسطة الليتورجيا والأسرار. الثالث هو المسلك والنشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المستنير بحقائق الإيمان. والرابع هو الصلاة بنتيجة العناصر الثلاثة السابقة كإستلهام وتسبيح وشكر واستغفار”.

وأضاف: “إن “عقيدة الكنيسة الإجتماعية” التي تشكل العنصر الثالث في تكوين السر المسيحي، شأن أساسي في حياة كل مؤمن ومؤمنة، لأن الإيمان المحتفل به، إذا لم يتجسد في الأعمال، وفي المحبة الإجتماعية كان ميتا، على ما كتب القديس يعقوب الرسول: “كما أن الجسد بدون روح ميت، كذلك الإيمان بدون الأعمال ميت” (يعقوب 26:2). ولكن أعمالنا تحتاج إلى مبادئ وقواعد أخلاقية تميز الخير من الشر، والعدالة من الظلم، والحق من الباطل. وهذا ما تفعله “عقيدة الكنيسة الإجتماعية”. ولذلك هي جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة الملتزمة بإعلان بشارة الإنجيل لجميع الشعوب والأمم (متى 19:28؛ مر 15:16)، وبإظهار النواحي اللاهوتية والفلسفية والأخلاقية والثقافية والراعوية المرتبطة بتعليمها الاجتماعي، ولكن في وحدة عضوية (كومبنديوم، 8 و 66)”.

وتابع: “الكنيسة في كل ذلك تؤدي واجبها الراعوي المزدوج أي: مساعدة جميع الناس على اكتشاف الحقيقة مع اختيار الطريق الذي ينبغي اتباعه؛ وتشجيع المسيحيين على الالتزام بالشهادة للإنجيل في المجال الاجتماعي، مع الحرص على الخدمة (كومبنديوم، 525). ولئن كانت رسالة الكنيسة الموكولة إليها من المسيح هي دينية، فمنها بالذات تنبثق مهمتها في بناء جماعة البشر وتوطيدها وفقا للشريعة الإلهية. ولذا، لا تتعاطى الكنيسة التقنيات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولا تقدم أنظمة أو تقترح نماذج لها، بل تتوخى مرافقة الإنسان على طريق الخلاص بكل أبعاده الروحية والإقتصادية والحسية والسياسية (راجع كومبنديوم، 68 و 69)”.

وخلص البطريرك الراعي في كلمته إلى القول: “أيستطيع أحد، بعد هذا المفهوم “لعقيدة الكنيسة الاجتماعية”، أن يعيش وهو يجهلها؟ إن الكومبنديوم دليل أساسي لمعرفتها والعيش بموجب مبادئها وتطبيقها. فالشكر أيضا وأيضا للذين أعدوه. نرجو له الانتشار الواسع، والثمار اليانعة”.

نقلا عن موقع أبونا