المونسينيور دوناتيس: بالابتعاد عن المنطق البشري نقبل الله وننفتح على الأبديّة
إذاعة الفاتيكان
إن قدرتنا على الخروج من أنفسنا لاستقبال الله يفتحنا على الأبديّة ويمنحنا القدرة لنعيش ما هو مستحيل إنسانيًّا: هذا هو الموضوع الذي تمحورت حوله عظات المونسينيور أنجلو دوناتيس يومي الأربعاء والخميس في الرياضة الروحية التي يقيمها بمشاركة الأب الأقدس وأعضاء الـ “كوريا” الرومانية. استوحى المونسينسور دوناتيس تأمله انطلاقًا من شخصيتين من الكتاب المقدس: مريم العذراء في نص البشارة من الإنجيلي لوقا، والمرأة التي يتحدث عنها الإنجيلي مرقس دون أن يذكر اسمها والتي دخلت بيت سمعان الأبرص بينما كان يسوع عنده وسكبت طيب الناردين على رأسه. قال المونسينسور دوناتيس: إن مريم ترى وتُصغي وتستقبل وتتخلى عن مشاريعها وعن المنطق البشري وتستسلم لمشيئة الله الذي يفتح لها آفاق الأبدية. فبتولية العذراء ليست للتخفيف من قيمة الحياة الجنسية وإنما للتشديد على أن الطفل الذي سيولد هو هبة من الله وليس ثمرة قدرة بشرّية. فهذه البتولية هي لإظهار عمل نعمة الله واتكالها على الروح القدس وعمله في حياتها الشخصية. بهذا المنظار أيضًا يمكننا أن نفهم بتولية الكاهن، فهي تساعده ليكون أبًا لكثيرين من خلال عمل الروح القدس في حياته، فالعالم يحتاج إلى آباء وأمهات بإمكانهم أن يلدوا الله، ولذا وعلى مثال العذراء مريم يُطلب منا نحن الكهنة أيضًا أن نؤمن بالرب ونثق به. تابع المونسينسور دوناتيس يقول: إن يسوع يحضر حيث يشعر بأنه محبوب حتى حيث يقيم الشر والخطيئة تمامًا كما حضر في بيت سمعان الأبرص في بيت عنيا. أما تصرّف تلك المرأة فيجعلنا نفهم أن يسوع قادر على إعادة الحياة وتحويل كلّ شيء إلى خير، فبفضل يسوع، ماتت هذه المرأة عن ذاتها، عن العالم وعن رغباتها وكبريائها. وهذا هو عيش الكنيسة – ختم المونسينيور أنجلو دوناتيس قائلاً – إنه موت عن الذات لنقوم بعدها كرجال ونساء شركة. وعلى قدر اقترابنا من الله يقترب الله منا ونقترب من بعضنا البعض وتولد بيننا شركة تذهب أبعد من الموت والأبدية.