972views
الى من نذهب وعندك كلام الحياة
ما معنى الكلام الصعب الذي قاله يسوع لتلاميذه: “تأكلون جسدى وتشربون دمى”؟ إن الخبز الذي يتحول بالنسبة للمؤمن بيسوع جسدًا والخمر الذي يتحول بالنسبة للمؤمن “دمًا”، جعلت كثيرًا من تلاميذ يسوع ينفضوا عنه : “ذلك الكلام عسير”
كان المسيح يتحدث عن ذلك الموضوع قبل موته وقيامته، ولقد قارن يسوع نفسه بين المَن الذي أكله اليهود في الصحراء وبين جسده: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ». (يوحنا 6: 41)، وقام المسيح بكسر الخبز أكثر من مرة حسب روايات الأناجيل لكي يطعم الجياع إلى كلمته بعد أن “خارت قواهم”
هذا الكلام صعب فعلًا لأنه صعب على الغني أن يدخل ملكوت السموات كما أعلن يسوع المسيح بعد لقاءه بالشاب الغني.
نحن جميعًا نسأل سؤال الشاب الغني “ماذا أفعل لأرث الحياة الابدية” ولكن حينما يأتي الجواب من المسيح “غذهب وبع كل مالك وتصدق به على الفقراء ” فإن رد فعل الشاب الغني “لن أذهب ولن ابيع مالي” ولسان حاله يقول “كيف أظن يا يسوع انك لن تقترب من مالي فهذا المال هو ملك لي وليس لك”.
إن جسد المسيح الذي يُعطى لمغفرة الخطايا هو الجسد الذي وهبه المسيح لمن يحبهم ويريد أن ينتشلهم من جسد الموت الذي يلبسونه، هو جسد آدم الأول الذي سقط في امتحان الثقة المطلقة بالله واعطى أذنيه للحية التي وعدته بأنه سيصير الهًا فصار عاهة لكل البشر.
انا خبز الحياة، أنا الذي أعطى كل حياته شفاء وخدمة وتحررا للبشر في فلسطين ثم في أقاصي الأرض بعد قيامته.
لقد بدّل يسوع ذبيحة الخروف الفصحي بجسده هو “الحمل الوديع” الذي يتحدث عن سفر رؤيا القديس يوحنا، وحررنا المسيح من الذبائح الحيوانية الشكلية الى الذبيحة الوحيدة التي نسخت كل هذه الذبائح ليصبح جسد الانسان وروحه هي الذبيحة الحية اليومية التي مثل الشمعة تذوب وهي تعطي ذاتها للآخرين.
هكذا الخبز والخمر أصبحا العلامة التي من خلالها في سر الافخارستيا العلامة التي نحتفل بها معترفين بموت المسيح وبقيامته وشاكرين الآب على هذه الهدية الثمينة وهو الابن وقاطعين العهد الجديد معه بأن نصير مثله ، مثل الخبز نعطي أنفسنا لله وللآخرين ذبيحة شكر على العطايا والنعم التي بها نعيش وبها ننجز افعال المحبة وافعال السلام والفرح في خضم هذا العالم الكئيب الذي تقوده القوى الظلامية.
