“الأب/ بولس جرس “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ
نص التأمل
الأب/ بولس جرس
بلاغ إلى من يهمه الأمر: يسوع
“ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”
فاض في الروح اليوم أثناء قراءة نص هذه المعجزة من نعمته
واستوقفني لا أمام نقطة واحدة بل إثنتي عشر نقطة:
1- “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”
2- “لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ. لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ
3- لو كُنتَ ههنا لم يَمُتْ أخي
4- أنا قد آمَنتُ أنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ، الآتي إلَى العالَمِ”
5- “قد أنتَنَ لأنَّ لهُ أربَعَةَ أيّامٍ”
6- “أنا هو القيامَةُ والحياةُ مَنْ آمَنَ بي ولو ماتَ فسَيَحيا، وكُلُّ مَنْ كانَ حَيًّا وآمَنَ بي فلن يَموتَ
7- المُعَلِّمُ قد حَضَرَ، وهو يَدعوكِ
8- ألَمْ أقُلْ لكِ: إنْ آمَنتِ ترَينَ مَجدَ اللهِ؟”.
9- بَكَى يَسوعُ!
10- أنظروا كيف كان يحبه!
11- هلم خارجاً: ولَمّا قالَ هذا صَرَخَ بصوتٍ عظيمٍ: “لعازَرُ، هَلُمَّ خارِجًا!”.
12- “حُلّوهُ ودَعوهُ يَذهَبْ”.
أعدكم ان نتأملها تباعا…وقد تُنشر يوما في كتاب يكون بين ايديكم إن أردتم
وهاكم اليوم التامل الأول:
بلاغ إلى من يهمه الأمر: يسوع
“ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”:
من خلقته على صورتك ومثالك، من صورته من تراب الأرض ونفخت فيه من روحك،
من وضعت في انفه نسمة من حياتك، من شيدت له الفردوس ووضعت الخلائق تحت قدميه …
مريض هو يا سيدي وسقيم، قعيد الفراش عليل… يبدو ان المرض قد تمكن منه فأعجزه ان يأتي اليك او حتى يطلبك في وقت مناسب… إنه صديقك الحميم الذي طالما:
– تمشيت معه في الفردوس ودخلت إلى بيته واكلت معه
– عرفت اسرته الرقيقة الحال البالغة الحب والتكامل
– قامت اختاه بالواجب معك فمن انهمكت في إعداد وليمة لك ولأصدقاءك وهم كثر سيما ساعة الطعام
– وهناك من جلست تحت قدميك منبهرة تستقي من نبع نورك فلما ارتوت كما لم ترتو من قبل وكما لا يستطيع غيرك ان يروي نفسا، قامت إلى خزانتها في غرفة مخدعها وأخرجت أثمن ما تملك: اريجها عبيرها عطرها سحرها تسكبه على قدميك فطوبي لأقدام المبشرين بالسلا م والخلاص…
عرفتهم كأسرة وعرف الجميع كم تحبهم بأكثر مما يستطيعون أن يتصوروا…
لم تصعد مرة إلى اورشليم لتسجدفي بيت أبيك إلا وتوقفت في بيت عنيا لتنال عنايهم
تلك الأسرة البارة التي تبدو بلا أبوين وقد وجدت فيك أبا ، بلا راع وقد وجدت في شخصك راعيا فذا،
فصارت تترقب الزمن وتحسب الأيام التي ستحضر فيها لتملأ بيتهم بركة ونعمة، وتنير قلوبهم بكلمات الحياة المتدفقة من فمك وتدخل الفرحة والسعادة إلى ذلك البيت المترقب بلهفة حلولك البهي كيوم عيد…
كانت حياتهم في حضرتك وحضورك تنقلب عرسا وفرحا وتفيض بهجة وحبورا
كان الناس يتوافدوان يتقابلون وعند بيتهم يتوقفون ويقرعون
وكانوا يدخلون ليسمعوك ينصتون ، يستشفون ويتعلمون ثم يمضوا فرحين مهلليين
كانت الكلمات والعظات تلقي من منبرهم وكانت الآذان تصغي وتسمع فتلهج الألسن بالتسبيح
كانت المعجزات والأشفية تتم امام ناظريهم وكانت عيونهم تتملى في نور وجهك
وكنت عندما يحين الوقت لتمضي تودعهم إلى لقاء فتنساب الدموع لفراقك وتتشبث بك الأيدي مستعطفة
وتتلجلج الألسن محشرجة ان أبق معنا يا رب ولو إلى الغد..فكنت تنطلق لأن طعامك ان تتم مشيئة ابيك
لكن يا سيدي حدث ما لم يكن في الحسبان، ما لم يتوقعه إنسان “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”
كيف يسقم من عرفك ولماذا يمرض من انت صديقه؟
هكذا الأيام وتلك هي حال جسد الإنسان! لكنك تَعلَمُ وتُعَلّمُ أن:
“هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ”
كيف يتمجد الله في المرض القاسي الذي يقود إلى الموت؟
هذا ما لم يفهمه التلاميذ حينها وإلى اليوم لا يستطيع اغلبيتهم ان يدركوه
نحن نرى كيف تتمجد في الخلائق، في النجوم وفي الكواكب
تلمس كيف تتبارك في الطبيعة في البحار وفي الجبال ، في الربيع وفي الزهور
نتحقق من مجدك في الحياة التي تفيض حبورا وخيرا في الكائنات من النملة حتى الدينصور
تناطحنا عظمة مجدك في الإنسان الذي على صورتك خلقته من الطفل إلى الكهل ومن الزنوج إلى المغول
وتبهرنا معجزاتك فيه من العقل والحكمة إلى التوبة والرجوع…
لكن ان نمجدك لمرض او لعيب او لكارثة تحل بنا او بأحد أحبائنا!
فهذا هو سر غير معلوم ولا مفهوم
لكننا سنمضي معك إلى النهاية إلى بيت عنييا حيث اصدقاؤك
بل وإلى خارج المدينة حيث دفن صديقك الذي لم تَعُده إبان مرضه
بل عمداً تأخرت في الطريق وبإرادتك لبثت يومين إضافيين في الموضع الذي كنت فيه
أينما كنت وحيثما تكون وبأي مبرر تاخرت نحن لا نفهم بل ولا نستسيغ تاخرك
سامحنا فنحن إلى اليوم لا نرى في المرض والموت مجداً فأرنا ان استطعت مجدك!!!