الأنجيل اليومى بحسب الطقس اللاتينى 8 يناير/كانون الثانى 2019
إنجيل القدّيس مرقس 44-34:6
في ذلكَ الزَّمان: لَمَّا نَزَلَ يسوع إِلى البَرّ رأَى جَمعًا كثيرًا، فَأَخذَتْه الشَّفَقَةُ علَيهم، لِأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها، وأَخَذَ يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة.
وفاتَ الوَقْت، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه وقالوا: «المَكانُ قَفْرٌ وقد فاتَ الوَقْت،
فَاصرِفْهُم لِيذهَبوا إِلى المَزارِعِ وَالقُرى المُجاوِرَة، فيَشتَروا لَهم ما يَأَكُلون».
فأَجابَهم: «أَعطوهُم أَنتم ما يَأكُلون». فقالوا له: «أَنَذهَبُ فنَشتَريَ خُبزًا بمِائَتي دينار وَنُعطِيَهم لِيَأكُلوا؟»
فقالَ لهم: «كَم رغيفًا عِندَكُم؟ اِذهَبوا فَانظُرُوا». فتحقَّقوا ما عِندَهم، ثُمَّ قالوا: «خَمسَةٌ وسَمَكتان».
فأَمَرهم بأَن يُقعِدوا النَّاسَ كُلَّهم فِئَةً فِئَةً على العُشبِ الأَخضَر.
فقَعدوا أَفواجًا مِنها مِائة ومِنها خَمْسون.
فأَخَذَ الأَرغِفَةَ الخَمسَةَ والسَّمكَتَين ورَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، وباركَ وكسرَ الأَرغِفَة، ثُمَّ جعَلَ يُناوِلُها التَّلاميذَ لِيُقَدِّموها لِلنَّاس، وقسَّم السَّمَكَتَيْنِ علَيهم جَميعًا.
فأَكَلوا كُلُّهم حتَّى شبِعوا.
ورَفعوا اثنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مُمتَلِئَةً مِنَ الكِسَرِ وفَضَلاتِ السَّمَكَتَين.
وكانَ الآكِلونَ خَمسَةَ آلافِ رَجُل.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيسة كاترينا السيانيّة (1347 – 1380)، راهبة دومينكيّة وملفانة الكنيسة وشفيعة أوروبا
الحوار
«باركَ وكسرَ الأَرغِفَة… وقسَّم السَّمَكَتَيْنِ علَيهم جَميعًا. فأكَلوا كُلُّهم حتّى شبِعوا»
[سمعت القدّيسة كاترينا الرّب يسوع يقول لها:] أنت تنالين الجوهر الإلهي كلّه من خلال هذا السرّ اللطيف، خلف بياض الخبز هذا. كما أنّ الشمس لا يمكن تقسيمها ، هكذا فإنّ الله موجود بشكل كامل والإنسان بشكل كامل في بياض القربانة. حتّى لو تمّ تقسيم القربانة إلى ألف كسرة، فأنا أكون في كلّ كسرة الله بشكل كامل والإنسان بشكل كامل، كما سبق وقلت…
فلنفترض أنّ أشخاصًا كثيرين جاؤوا لأخذ النور بواسطة الشموع. أحضر الشخص الأوّل شمعة ثمنها ألف ليرة، والشخص الثاني شمعة ثمنها ألفيّ ليرة، والشخص الثالث شمعة ثمنها خمسة آلاف ليرة والشخص الرابع شمعة أغلى ثمنًا. ثمّ اقترب الجميع من النور وقام كلّ واحد بإشعال شمعته.
في كلّ شمعة مضاءة، مهما كان حجمها، أصبح بالإمكان رؤية النور الكامل ولونه وحرارته وإشعاعه… هذا ما يحصل لأولئك الذين يقتربون من هذا السرّ. يحضر كلّ واحد شمعته، أي الرغبة المقدّسة التي يتلقّى فيها هذا السرّ. تكون الشمعة مطفأة، ثمّ تضاء عند تلقّي هذا السرّ. أقول إنّها مطفأة لأنّكم لستم شيئًا من تلقاء أنفسكم. صحيح أنّني أعطيتكم المادّة التي يمكنكم من خلالها تلقّي هذا النور والاحتفاظ به في داخلكم. هذه المادّة هي الحبّ لأنّني خلقتكم نتيجة فعل حبّ؛ وبالتالي، لا يمكنكم أن تعيشوا من دون الحبّ.