stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

كتابات القراء

الشهر المريمي اليوم الثاني

1.9kviews

الخطئية والخلاص :

نقرأ في الفصل الثالث من سفر التكوين ، كيف أن الله غضب على الإنسان ، في شخص أبوينا الأولين ، بسبب المعصية وإرتكاب الخطيئة الأصلية ، ففرض على الخليقة الشقاء والمرض والموت ، ” بعرقِ جبينِكَ تأكُلُ خُبزَكَ حتى تعودَ إلى الأَرْضِ التي منها أُخِذتَ لأنّكَ ترابّ وإلى الترابِ تعود “( تكوين ٣ : ١٩) وبما أنّ آدم وحواء أصل البشرية فقد أورثا هذا العقاب الإلهي لكل البشرية.

لكن الله ، وهو الاب الغفور الرحيم ، وعد بمخلص يولد من امرأة تخرج من رحم حواء الاولى ،    ”  وأجعلُ عداوةً بينَكِ وبين المرأة وبينَ نَسلِكِ ونَسْلِها ، فهو يسحقُ رأسَكِ وانتِ تُصيبينَ عقبَِه “.           ( تكوين ٣ : ١٥ – ١٦ ) فتسحق بقدميها شيطان المعصية ، وتكون حواء الخلاص هذه معاونة لآدم الجديد ” يسوع المسيح ” الذي يعمل على تجديد الكون ورفع اللعنة التي استوجبتها خطيئة الإنسان الأولى، ويقود البشرية إلى الله .

وكانت حواء الجديدة ، ” مريم ” الأم التي إتخذ المخلص طبيعته البشرية منها، فصار إنسانا   ” كاملا ” وسكن بيننا ( يوحنا ١ : ١٤ ) ،  وعاش مع البشر فاحبّهم و أنار لهم السبيل للعودة إلى الله أبيهم، وختم حياته بالموت على الصليب من أجل خلاصهم ” فإنَّ الله أحبّ العالمَ حتى إنّه جاد بإبنه الوحيد لكي لا يَهْلِكَ كُلُّ من يؤمِنُ بهِ ، بل تكونَ له الحياةُ الأبديّة 

وكانت حواء الجديدة، مريم، تتابع خطى إبنها في تجديد الخليقة وإصلاح المسيرة يوماً بعد يوم، منذ قبلت بشارة الملاك إلى يوم وقفت تحت الصليب وشاركت بذبيحة ابنها وفداء البشرية .

حواء الاولى تحدّت الله رافضة وصاياه ، أمّا الثانية فخضعت لله و حققت مخططه الخلاصي، الاولى إبتعدت عن الخالق فأبعدت عنه البشرية ، أمّا الثانية فقربت السماء من الأرض ، ورفعت الأرض إلى السماء .

فالشكر لمن تجدّدت الخليقة بواسطتها، ولنكرّمها لا في هذا الشهر المخصص لها فحسب ولكن في جميع ايامنا ، لتنظر إلينا نظرة حنان ، وتسبغ علينا نعمها، وتكمل معنا وفينا رسالتها، رسالة الحب والخير والخلاص .

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك