stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 22 فبراير – شباط 2020 “

767views

السبت من أسبوع الموتى المؤمنين
قيام كرسي بطرس في أنطاكية

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 58-51:15

يا إخوَتِي، هَا إِنِّي أَكْشِفُ لَكُم سِرًّا: لَنْ نَرْقُدَ جَمِيعُنا، بَلْ جَمِيعُنا سَنَتَحَوَّل،
في لَحْظَةٍ، في طَرْفَةِ عَيْن، عِنْدَ البُوقِ الأَخِير؛ لأَنَّهُ سَيُهْتَفُ بِالبُوق، فَيَقُومُ الأَمْوَاتُ بِغَيْرِ فَسَاد، ونَحْنُ سَنَتَحَوَّل.
فَلا بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ هذَا الفَاسِدُ عَدَمَ الفَسَاد، ويَلْبَسَ هذَا المَائِتُ عَدَمَ المَوْت !
وحِينَ يَلْبَسُ هذَا الفَاسِدُ عَدَمَ الفَسَاد، ويَلْبَسُ هذَا المَائِتُ عَدَمَ المَوْت، حِينَئِذٍ تَتِمُّ الكَلِمَةُ المَكْتُوبَة: «لَقَدِ ٱبْتُلِعَ المَوْتُ في الغَلَبَة!
أَيْنَ غَلَبتُكَ، يَا مَوْت؟ يَا مَوْتُ، أَيْنَ شَوْكَتُكَ ؟».
إِنَّ شَوْكَةَ المَوْتِ هِيَ الخَطِيئَة، وقُوَّةَ الخَطِيئَةِ هِيَ الشَّرِيعَة.
فَالشُّكْرُ للهِ الَّذي يُعْطِينَا الغلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح!
إِذًا، يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاء، كُونُوا رَاسِخِين، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِين، مُتَقَدِّمِينَ عَلَى الدَّوَامِ في عَمَلِ الرَّبّ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُم لَيْسَ بِبَاطِلٍ أَمَامَ الرَّبّ.

إنجيل القدّيس لوقا 59-49:12

قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!
وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ!
هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا!
فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة!
يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».
وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

التعليق الكتابي :

المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فرح ورجاء (Gaudium et spes)، دستور رعائي في “الكنيسة في عالم اليوم” – العدد 78

« أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض؟ »

ليس السّلام مجرد غيابٍ للحرب، كما إنّه لا يقتصر فقط على تأمين التوازن بين القوى المتخاصمة؛ ولا يتأتى أيضاً عن سيطرة استبدادية. فبكل حقّ “يَكونُ عَمَلُ البِرِّ سَلامًا” (إش 32: 17). إنه ثمرة نظام رسمه المؤسس الإلهي في المجتمع الإنساني، ويجب أن يتحقق بواسطة أناس، لا ينفكون يتوقون الى عدل أكمل… فليس السلام أمرًا يحصل عليه الإنسان مرة واحدة إنما عليه أن يبنيه باستمرار كما أن توفير السلام يتطلب من كل فرد أن يراقب دائماً أهواءه ويتطلب أيضاً سهر السلطة الشرعية، لأن الإرادة البشرية سريعة العطب، وجريحة من جراء الخطيئة. وهذا أيضاً ليس بكافٍ. فالسلام الذي نتحدث عنه لا يستتب دون الحفاظ على خير الأشخاص ودون أن يتبادل الناس، بثقة وحرية، كنوزهم الفكرية وكنوز قواهم الخلاقة. وإنه لمن العبث أن يُبنى سلام ٌ، إن لم يكن على احترام سائر الناس والشعوب وكرامتهم وممارسة الإخوة دون انقطاع. فالسّلام أيضًا هو ثمرة الحب الذي يقود الى أبعد بكثير مما يستطيع العدل أن يحمله.

إن السلام الأرضي الذي ينبع من حب القريب، هو نفسه صورة ونتيجة لسلام الرّب يسوع المسيح الذي يأتي من الله الآب. فالابن المتجسد ذاته، أمير السّلام، صالح بصليبه الناس جميعهم مع الله وأعاد الوحدة بين الجميع في شعب واحد وجسد واحد، وقتل البغض بجسده، وأفاض روح المحبة في قلب البشر بعد قيامته الظافرة.

وإن خطر الحرب يهدد الناس بقدر انغماسهم في الخطيئة. وستكون هذه الحال حتى عودة الرّب يسوع المسيح. لكن الناس يقمعون العنف بقدر ما يتحدون بالحب وينتصرون على الخطيئة، حتى يتم هذا الكلام: “فيَضرِبونَ سُيوفَهم سِكَكاً ورِماحَهم مَناجِل فلا تَرفَعَ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سَيفاً ولا يَتَعَلَّمونَ الحَربَ بَعدَ ذلك.” (إش 2: 4).