stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 6 فبراير – شباط 2021 “

375views

السبت من أسبوع الأبرار والصدّيقين

الرسالة إلى العبرانيّين 25-17:13

يا إخوَتِي، ثِقُوا بِمُدَبِّرِيكُم، وٱخْضَعُوا لَهُم، فإِنَّهُم يَسْهَرُونَ على نُفُوسِكُم سَهَرَ مَنْ سَيُؤَدِّي حِسَابًا، حَتَّى يَصْنَعُوا ذلِكَ فَرِحِينَ لا مُتَذَمِّرِين، فَالتَّذَمُّرُ خِسَارَةٌ لَكُم!
صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنَا واثِقُونَ أَنَّ ضَمِيرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شَيء.
وأَطلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي ٱللهُ إِلَيْكُم سَرِيعًا!
وإِلهُ السَّلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ،
هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلِينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينَا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بِيَسُوعَ المَسِيح، لهُ المَجْدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين.
وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تحْتَمِلُوا كَلامَ التَّشْجِيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بإِيْجاز!
إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبِيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجِيئِهِ، سَأَذْهَبُ مَعَهُ وأَرَاكُم.
سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ مُدَبِّرِيكُم وجَمِيعِ القِدِّيسِين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذِينَ في إِيطالِيا.
أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين!

إنجيل القدّيس متّى 48-38:5

قالَ الربُّ يَسوع: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيْل: أَلْعَيْنُ بِالعَين، والسِّنُّ بِالسِّنّ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: لا تُقَاوِمُوا الشِّرِّير، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلى خَدِّكَ الأَيْمَن، فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيضًا.
ومَنْ أَرَادَ أَنْ يُحَاكِمَكَ لِيَأْخُذَ قَمِيصَكَ، فَٱتْرُكْ لَهُ رِدَاءَكَ أَيْضًا.
ومَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً واحِدًا، فَٱذْهَبْ مَعَهُ مِيلَين.
مَنْ يَسْأَلُكَ فَأَعْطِهِ، ومَنْ يُريدُ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلا تُحَوِّلْ وَجْهَكَ عَنْهُ.
سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ.
أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم،
لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار.
فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟
فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل.

التعليق الكتابي :

القدّيس ألريد دو ريلفو (1110 – 1167)، راهب سِستِرسيانيّ
مرآة المحبّة، الجزء الثالث

« أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم »

لا شيء يشجّعنا على محبّة الأعداء، التي فيها يكمن كمال المحبّة الأخويّة، أكثر من النظر بامتنان إلى الأناة الرائعة “لأجمل بني آدم” (مز 45[44]: 3). لقد أدار وجهه الجميل إلى الأثمة لكي يغطّوه بالبصاق. لقد تركهم يضعون عَصبَة على عينيه التي بإشارة منه بإمكانها أن تحكم العالم. لقد عَرَض ظهره للسوط… وقدّم لإكليل الشوك المسنّن هامته التي يجب أن يضطرب أمامها الأمراء والجبابرة. قدّم نفسه للازدراء والشتائم. وفي النهاية، تحمّل بصبر الصليب والمسامير والحربة والمرّ والخلّ، وبقي وسط كلّ هذا مليئًا بالوداعة والهدوء. “كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أمامَ الذينَ يَجُزّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ” (إش 53: 7).

حين نسمع هذه الكلمة الرائعة والمليئة بالهدوء والمحبّة والسلام غير المتزعزع: “يا أبتِ اغفرْ لهم” (لو 23: 34)، ماذا يمكننا أن نضيف على عذوبة ومحبّة هذه الصلاة؟ ورغم ذلك، أضاف الربّ شيئًا آخر. لم يكتفِ بالصلاة؛ أراد أيضًا أن يعطي عذرًا لعملهم، فأضاف: “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لأنّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون”. هم بلا شك خطأة كبار، لكنّهم بالكاد يعرفون ذلك؛ لذلك، أبتِ، اغفرْ لهم. يصلبون، ولكنّهم لا يعرفون مَن يصلبون… يعتقدون أنّ الأمر يتعلّق بمتجاوِزٍ للشريعة، أو بمغتصِبٍ للألوهة، أو بمغرِّر للشعب. لقد حجبت وجهي عنهم فلم يعرفوا بهائي. لذا، “يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لأنّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون”.

لكي يتعلّم الإنسان المحبّة، عليه ألاّ ينجرف بنزوات الجسد… وليوجّه كلّ محبّته إلى جسد الربّ الّذي صبر بوداعة. وفي سبيل إيجاد راحة أكثر كمالاً وأكثر فرحًا في بهجة المحبّة الأخويّة، فليغمر أعداءه أيضًا بأيادي المحبّة الحقيقيّة. لكن، لكيلا تخفت هذه النار الإلهيّة بسبب الإهانات، فليثبت الإنسان ناظِرَي روحه على الصبر الهادئ والرّصين للرّب والمخلّص المحبوب.