القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 9 سبتمبر – أيلول 2021 “
الخميس السادس عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد سفريانوس
تذكار القدّيسَين الصدّيقَين جدَّي المسيح الإله يواكيم وحنّة
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 9a-1:1
مِن بولُسَ، رَسولِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ بِمَشيئَةِ ٱللهِ، إِلى ٱلقِدّيسينَ ٱلَّذينَ في أَفَسُسَ، وَٱلمُؤمِنينَ بِٱلمَسيحِ يَسوع:
نِعمَةٌ لَكُم وَسَلامٌ مِنَ ٱللهِ أَبينا وَٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيح.
تَبارَكَ إِلَهُ وَأَبو رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ، ٱلَّذي بارَكَنا بِكُلِّ بَرَكَةٍ روحِيَّةٍ في ٱلسَّماوِيّاتِ في ٱلمَسيحِ،
كَما ٱختارَنا فيهِ مِن قَبلِ إِنشاءِ ٱلعالَمِ، لِنَكونَ قِدّيسينَ وَبِغَيرِ عَيبٍ أَمامَهُ بِٱلمَحَبَّةِ،
سابِقًا فَمُحَدِّدًا إِيّانا لِلتَّبَنّي لَهُ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ، عَلى حَسَبِ رِضى مَشيئَتِهِ،
لِمَدحِ مَجدِ نِعمَتِهِ ٱلَّتي أَنعَمَ بِها عَلَينا في ٱلحَبيبِ،
ٱلَّذي لَنا فيهِ ٱلفِداءُ بِدَمِهِ، مَغفِرَةُ ٱلزَّلاّتِ، عَلى حَسَبِ غِنى نِعمَتِهِ،
ٱلَّتي أَفاضَها عَلَينا في كُلِّ حِكمَةٍ وَفِطنَةٍ،
إِذ أَعلَمَنا سِرَّ مَشيئَتِهِ، عَلى حَسَبِ مَرضاتِهِ.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 30-24b:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذَهَبَ يَسوعُ إِلى تُخومِ صورَ وَصَيدا، وَدَخَلَ بَيتًا. وَكانَ يُريدُ أَن لا يَعلَمَ أَحَدٌ، فَلَم يَقدِر أَن يَستَتِر.
وَإِنَّ ٱمرَأَةً لَها ٱبنَةٌ صَغيرَةٌ بِها روحٌ نَجِسٌ سَمِعَت بِهِ، فَجاءَت وَخَرَّت عِندَ قَدَمَيه.
وَكانَتِ ٱلمَرأَةُ يونانِيَّةٌ، أَصلُها مِن فينيقِيَّةِ سورِيَّة. فَجَعَلَت تَسأَلُهُ أَن يُخرِجَ ٱلشَّيطانَ مِنِ ٱبنَتِها.
فَقالَ لَها يَسوع: «دَعي ٱلبَنينَ يَشبَعونَ أَوَّلاً. فَإِنَّهُ لَيسَ بِحَسَنٍ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ وَيُلقى لِصِغارِ ٱلكِلاب».
فَأَجابَت وَقالَت لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، وَلَكِنَّ ٱلكِلابَ ٱلصَّغيرَةَ تَأكُلُ تَحتَ ٱلمائِدَةِ مِن فُتاتِ ٱلأَولاد!»
فَقالَ لَها: «مِن أَجلِ كَلامِكِ هَذا ٱذهَبي. لَقَد خَرَجَ ٱلشَّيطانُ مِنِ ٱبنَتِكِ».
فَلَمّا مَضَت إِلى بَيتِها وَجَدَتِ ٱلشَّيطانَ قَد خَرَجَ، وَٱلِٱبنَةَ مُضطَجِعَةً عَلى ٱلسَّرير.
التعليق الكتابي :
غيغ الكرتوزيّ (؟ – 1188)، رئيس دير الكرتوزيّين
رسالة عن الحياة التّأمّلية
«وَلَكِنَّها جاءَت فَسَجدَت لَهُ، وَقالَت: أَغِثني، يا رَبّ!»
ربّي، ما من أحد يمكنه أن يرى سوى أطهار القلوب (راجع مت 5: 8)، أنا أبحث من خلال القراءة والتأمّل، عن معنى طهارة القلب الحقيقيّة، وكيف يمكننا الحصول عليها لنصبح قادرين بفضلها على التعرّف إليك، حتّى لو قليلاً. لقد بحثت عن وجهك، يا ربّي، بحثت عن وجهك (راجع مز 27[26]: 8). لقد تأمّلت طويلاً في قلبي، وأُضرِمَت نار أثناء تأمّلي: الرغبة في معرفتك أكثر. عندما تكسر لأجلي خبز الكتاب المقدّس، أعرفك في كسر الخبز هذا (راجع لو 24: 30-35). وكلّما عرفتك، كلما رغبت في معرفتك أكثر، ليس فقط في قشور الكلمة، بل في طعم الاختبار.
أنا لا أسأل ذلك ربّي، بفضل استحقاقاتي، لكن بفضل رأفتك. أعترف حقًّا أنّني خاطئ وغير مستحقّ: “نَعم، يا رَبّ! فَصِغارُ ٱلكِلابِ نَفسُها تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَتَساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها”. أعطني إذًا ربّي، ضمانة ميراثك الآتي، أقلّه نقطة من المطر السماوي لإرواء عطشي، لأنّني أحترق من المحبّة”…
بهذه الكلمات تدعو النفس عريسها. إنّ الربّ الذي ينظر إلى الأبرار، لا يستمع إلى صلاتهم فحسب، بل هو في صلاتهم. هو لا ينتظر نهاية هذه الصلاة، بل يتدخّل في منتصفها؛ هو يحضر فجأة، ويسرع لملاقاة النفس التي ترغب فيه، راشحًا الندى السماوي العذب كأثمن العطور. لقد أعاد خلق النفس المتعبة، وغذّى النفس الجائعة، وقوّى ضعفها، وأحياها عبر نسيانٍ مدهش للذات، وجعلها زاهدة من خلال إسكارها به.