القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 28 أبريل – نيسان 2022 “
الخميس الثاني بعد الفصح
تذكار القدّيسَين الرسولَين من السبعين ياسون وسوسيبتروس
بروكيمنات الرسائل
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
سفر أعمال الرسل 31-23:4
في تِلكَ ٱلأيّامِ، لَمّا أُطلِقَ ٱلرَّسولانِ، أَتَيا إِلى ذَويهِما، وَأَخبَراهُم بِما قالَ لَهُما ٱلرُّؤَساءُ وَٱلشُّيوخ.
فَلَمّا سَمِعوا ذَلِكَ، رَفَعوا أَصواتَهُم إِلى ٱللهِ بِنَفسٍ واحِدَةٍ وَقالوا: «أَيُّها ٱلسَّيِّدُ، أَنتَ ٱلإِلَهُ ٱلَّذي صَنَعَ ٱلسَّماءَ وَٱلأَرضَ وَٱلبَحرَ، وَجَميعَ ما فيها.
أَلَّذي قالَ عَلى فَمِ داوُدَ فَتاه: لِماذا ٱرتَجَّتِ ٱلأُمَمُ، وَٱلشُّعوبُ هَذَّت بِٱلباطِل؟
قامَت مُلوكُ ٱلأَرضِ، وَٱلرُّؤَساءُ ٱجتَمَعوا مَعًا عَلى ٱلرَّبِّ وَعَلى مَسيحِهِ.
فَإِنَّهُ قَد ٱجتَمَعَ بِٱلحَقيقَةِ في هَذِهِ ٱلمَدينَةِ، عَلى فَتاكَ ٱلقُدّوسِ، يَسوعَ ٱلَّذي مَسَحتَهُ، هيرودُسُ وَبيلاطُسُ ٱلبُنطِيُّ، مَعَ ٱلأُمَمِ وَشُعوبِ إِسرائيلَ،
لِيَصنَعوا ما سَبَقَت فَحَدَّدَتهُ يَدُكَ وَمَشورَتُكَ أَن يَكون.
فَٱلآنَ يا رَبُّ، أُنظُر إِلى تَهديداتِهِم، وَهَب لِعَبيدِكَ أَن يَنطِقوا بِكَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرأَةٍ،
باسِطًا يَدَكَ لِلشِّفاءِ، وَلِإِجراءِ ٱلآياتِ وَٱلعَجائِبِ، بِٱسمِ فَتاكَ ٱلقُدّوسِ يَسوع».
فَلَمّا صَلّوا، تَزَلزَلَ ٱلمَوضِعُ ٱلَّذي كانوا مُجتَمِعينَ فيهِ، وَٱمتَلَأوا جَميعُهُم مِنَ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ، وَطَفِقوا يَنطِقونَ بِكَلِمَةِ ٱللهِ بِجُرأَة.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا 30-24:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَن يَسمَعُ كَلامي وَيُؤمِنُ بِمَن أَرسَلَني لَهُ ٱلحَياةُ ٱلأَبَدِيَّةُ وَلا يَأتي لِدَينونَةٍ، بَل قَد ٱنتَقَلَ مِنَ ٱلمَوتِ إِلى ٱلحَياة.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّها سَتَأتي ساعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ حاضِرَةٌ، يَسمَعُ فيها ٱلأَمواتُ صَوتَ ٱبنِ ٱللهِ، وَٱلَّذينَ يَسمَعونَ يَحيَون.
لِأَنَّهُ كَما أَنَّ ٱلآبَ لَهُ ٱلحَياةُ في ذاتِهِ، كَذَلِكَ أَعطى ٱلِٱبنَ أَن تَكونَ لَهُ ٱلحَياةُ في ذاتِهِ.
وَأَعطاهُ سُلطانًا أَن يُجرِيَ ٱلحُكمَ، لِأَنَّهُ ٱبنُ ٱلبَشَر.
فَلا تَتَعَجَّبوا مِن هَذا، لِأَنَّها سَتَأتي ساعَةٌ يَسمَعُ فيها جَميعُ مَن في ٱلقُبورِ صَوتَهُ،
فَيَخرُجُ ٱلَّذينَ عَمِلوا ٱلصّالِحاتِ إِلى قِيامَةِ ٱلحَياةِ، وَٱلَّذينَ عَمِلوا ٱلسَيِّئاتِ إِلى قِيامَةِ ٱلدَّينونَة.
لا أَقدِرُ أَنا أَن أَعمَلَ مِن نَفسي شَيئًا. فَكَما أَسمَعُ أَحكُمُ، وَحُكمي عادِلٌ، لِأَنّي لا أَطلُبُ مَشيئَتي بَل مَشيئَةَ ٱلآبِ ٱلَّذي أَرسَلَني.
التعليق الكتابي:
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 98
«تأتي ساعةٌ وَهيَ الآنَ، حينَ يَسمَعُ الأمواتُ صَوتَ ابنِ اللهِ»
“استَيقِظْ أيّها النائمُ وَقُمْ مِنَ الأمواتِ فَيُضيءَ لَكَ المسيحُ” (أف 5: 14). غالبًا ما نقول عن أولئك الذين هم ظاهريًّا أموات أنّهم نائمون؛ وهم فعلاً نائمون جميعًا لذاك الذي يستطيع أن يوقظهم. فالميتُ يكون فعلاً ميتًا بالنسبة إليك: فعبثًا تحاول أن تضربه أو أن تهزّه، لكنّه لا يستيقظ. أمّا بالنسبة إلى الرّب يسوع المسيح، ذاك الذي أمرَه قائلاً: “قُمْ!”، لم يكن سوى نائمًا فجلسَ للتوّ (لو 7: 14). إنّه لمن السهل إيقاظ المُستغرق في النوم من فراشه؛ والأسهل من ذلك، أن يوقظَ الرّب يسوع المسيح الميت ويقيمه من قبره.
“يا سيّد، قد أنتَنَ لأنّ لَهُ أربَعَةَ أيّامٍ” (يو 11: 39). لكنّ الربّ الذي يسهل عليه كلّ شيء أتى. وأمام صوت المُخلِّص، تفكّكت القيود كلّها، كما ارتجفت قوّات مثوى الأموات وظهر لعازر حيًّا… بالنسبة إلى إرادة المسيح المُحيِيَة، حتّى هذا الميت منذ أربعة أيّام لم يكن سوى نائمًا.
لكن فكّر في طبيعة هذه القيامة. لعازار الخارج من القبر كان ما يزال عاجزًا عن المشي. إذًا، فقد أمر الربّ تلاميذه قائلاً: “حُلّوهُ وَدَعوهُ يَذْهَب”. كان الرّب يسوع المسيح قد أقامَه من الموت؛ أمّا هم، فقد حرّروه من قيوده. لقد ظهرت العظمة الحقيقيّة لله الذي يقيم الأموات في هذه القصّة: إنّ كلمة الحياة (راجع 1يو 1: 1) يعظ أولئك المكبّلين بعاداتهم السيّئة… بعد تعرّض هؤلاء الخاطئين للتوبيخ الشديد، يعودون إلى عمق ذواتهم؛ ويبدؤون بمراجعة حياتهم ويشعرون بثقل عاداتهم السيّئة. فيخجلون ويقرّرون تغيير نمط حياتهم: منذ تلك اللحظة، يعودون إلى الحياة لأنّهم أدانوا نمط حياتهم السابق. لكن رغم أنّهم أصبحوا أحياء مجدّدًا، فهم ليسوا قادرين بعد على المشي؛ لذا، يجب حلّ قيودهم. هذه هي المهمّة التي أوكلها الله لرُسُله حين قال لهم: “َكُلُّ ما تَحلّونَهُ على الأرضِ يَكونُ مَحلولاً في السماءِ” (مت 18: 18).