stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الله يتجلى – الأب وليم سيدهم

321views

يسوع يأخذ يعقوب ويوحنا وبطرس فوق الجبل ويتجلى أمامهم، لقد تجلى الرب لموسى على جبل وتجلى لايليا على هيئة نسيم عليل، وظهر المسيح لمدة أربعين يومًا لتلاميذه بعد قيامته.

فما معنى أن يتجلى الرب؟ إنها لحظات تشبه ومضة البرق، فيها يتحد المؤمن بيسوع بعمق، فيكتشف أنه في حضور الله أمامه ومعه وفيه، هل لحظة التحول الباطني الذي يصبح الله فيها كل شيء للمؤمن، وهي قد تكون للتشجيع والتعضيد أو للدعوة أو للإرسال، فاشعيا مثلا تجلى له عرش الله في الرؤيا وسمع صوت يقول: “«مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فقال اشعياء : «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي».” (إش 6: 8).

كم من المرات في حياتنا استطعنا أن نرى وجه الله وهو يلامس وجهنا، ويطبطب علينا، ويدعونا لكي يرسلنا إلى مهنة كهنوتية أو لزيارة مريض أو لفتح أعين أعمى أو لسد رمق جعان، مرات كثيرة بعدها نكتشف يد الله وهي التي تسندنا حتى نقوم بأفعال المحبة هذه. ايضًا غالبًا ما تكون هذه الرؤيا كما كانت بالنسبة لبطرس ويوحنا ويعقوب، كشف قوة وجمال الله أمام ضعفنا.

إذا كان الله يتجلى لنا، فنرى مجده يدخل السعادة والسرور على قلبنا، فنحن مطالبون أيضًا بأن نتجلى أمام أخوتنا البشر، بمعنى أن حضورنا في هذا العالم يكون مدعاة فخر وسعادة وتعزية لكل من حولنا، نحن نسلك كما طلب المسيح من كل واحد فينا “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ.” (مت 5: 14 – 15)

إن حضورنا وسط أخوتنا واخواتنا يجب أن يكون حضورًا فاعلًا، يستنشق الناس من خلاله عطر التواضع والمحبة وصناعة السلام. هذا هو معنى أن تتجلى خاصة وسط ظلمة الظلم، وغطرسة القوة، وسط مظاهر العنف اللفظي والجسدي والنفسي لمجد الله، ونسعد البشر اخوتنا وأخواتنا.