1.1kviews
فى رسالته الخالدة التى تحمل عنوان ” رسالة إلى أهل الفن ” ، والصادرة عن حاضرة الفاتيكان فى 1999 ، كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني هذه الكلمات متأملاً معنى الموهبة ، وموقعها فى حياة الإنسان ، فقال : ” إن الفنان الإلهي تعالى ينقل ، برفق عطوف ، شرارة من حكمته العليّة إلى الفنان البشري ، داعياً إياه إلى مشاطرته قدرته الابداعية .
لذلك فإنه بقدر ما يعى الفنان الموهبة التى يمتلكها ، يكون مدفوعاً إلى مشاهدة نفسه ، كما كل ما أٌبدع ، بعينين قادرتين على التأمل والحمد ، مصعداً إلى الله نشيد تسبحته . وهكذا فقط يستطيع أن يفهم ذاته فى العمق ، ويفهم دعوته ورسالته . إن من يشعر فى قرارة نفسه بهذا النوع من الشرارة الإلهية التى هى الدعوة الفنية – دعوة الشاعر ، أو الكاتب ، أو الرسام ، أو النحات ، أو المعماري ، أو الموسيقى او الممثل – يتملكه فى الوقت عينه شعور الواجب بعدم التفريد فى هذه الوزنة ، بل بتطويرها لوضعها فى خدمة القريب والإنسانية جمعاء ” .
من بين فئة المبدعين الشباب التقيت كيرلس رافت فوزى على هامش اعمال مؤتمر مكتب الرسالات الباباوية الذى عقد بقرية دير درنكة فى الفترة من 24 حتى 27 فبراير 2022 ، وفى الحديث معه وتأمل اعماله الفنية وجدت أنه من الأهمية بمكان أن تلقى وسائل الاتصال الاجتماعي الكاثوليكية فى مصر الضوء على هولاء المبدعين لإعلان عمل الله فيهم ، ومن ثم تحفيزهم على السير بإيمان على طريق الدعوة والرسالة .
كيرلس فوزي من أبناء مدينة طهطا بمحافظة سوهاج ، لم يلتحق بكلية الفنون الجميلة لكنه اكتشف موهبته مبكراً وسعى إلى تنميتها عبر العديد من طرق التعلم الذاتي . يرسم بالعديد من الخامات ومنها الرصاص والفحم والفحم الأبيض والألوان المتعددة المائية والخشب والسوفت باستل والجاف . بدأ الرسم بخامة الرصاص ثم الفحم والألوان حتى رسم بخامات مختلفة وادوات بسيطة مثل الشاى وتفل القهوة وورق الجرائد .
شارك كيرلس ابن التسعة عشر عاماً فى عدد من المعارض المحلية وقصور الثقافة وقد حصل على تكريم من محافظة سوهاج ، كما حصل على شهادة معتمدة من ولاية تينسي الأمريكية وشهادة الاتحاد العالمي للفنانين التشكيليين .
فى ختام القول نشد على يد كيرلس رافت ، وأمثاله من المبدعين الشباب ، ونترك المجال للقارئ الكريم لرؤية عدد من أعماله الابداعية المرفقة مع المقال حتى يتسنى لنا اكتشاف قوة الموهبة فى التعبير عن جمال الحياة وآنينها .
ناجح سمعـان
