stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعوية

حروب روحية- سيف الروح-لواء/سمير قلادة

945views

imagesحروب روحية- سيف الروح-لواء/سمير قلادة

من بين ما جاء عن الكتاب المقدس في «قاموس الكتاب المقدس» أنه هو «مجموع الكتب الموحاه من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه، وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوات عما سيكون المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع البشر في كل الأزمنة. ومع أن الأسفار التي تألف منها الكتاب المقدس تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتاب نفسه. فإنها لا تخرج عن كونها نظاماً واحد مؤسساً على وحي واحد. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه مازال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها.. هو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده .

قراءة الكتاب المقدس والتأمل في آياته 

إن قراءة الكتاب المقدس تثير في كل نفس، طبقاً لاحتياجاتها الروحية، شتى الإلهامات الكريمة. كالنور إذا انعكس على كأس زهرة ينشئ فيها لوناً جديد مختلفاً كذلك لا يمكن قراءة أي كتاب دون نور، ولذلك لا يمكن مطالعة الكتاب المقدس، كتاب الله، وفهم معانيه بدون نعمة الروح القدس الذي أُوحي به. لذلك فإن الواجب يحتّم عليك قبل أن تشرع في قراءة هذا الكتاب الإلهي أن تطلب من الروح القدس (بالصلاة الحارة) روح الحق المعزي أن يقوي عزيمتك في الخير ويرشد خطاك في معرفة الحق . 

دراسة الكتاب المقدس 

حقيقة أن الكتاب المقدس كتب للبشر لكي يحيوا به، لكن الروح يكشف لكل مجتهد زاوية معينة من زوايا الكتاب العديدة، كلما تعمقنا في حياة الشركة مع الرب وحاولنا دراسة الكتاب بالروح كشف لنا الروح معاني جديدة بقدر ما نتحمل. الكتاب المقدس هو رسالة الأب السماوي إلى كل واحد من أولاده.. هو بالحقيقة كلمة الله التي تعمل أيضاً فيكم أنتم المؤمنين (1تس 13:2) بنور وبإرشاد الروح القدس .

كلمة الله سلاح 

كلمة الله قوة جبارة لا يستطيع أن يدرك عظم قدرها إلا كل من عاش بها وفيها واختبرها. المسيح استخدم هذا السلاح في حربه مع إبليس الذي تقدّم ليجربه. وقد وصف الرسول بولس كلمة الله بأنها «حية وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح..» (عب 12:4). كلمة الله تخاطب القلب. حينما تتكلم تقنع، تعمل أكثر مما تتكلم، تدفع محاولات إبليس. عندما تكون حزيناً تعزيك، وإذ يستخفك الزهو والبطر تلك الكلمة تخفف من غلوائك. وإذ تكون فاتراً تمدك بالحرارة. في الاضطراب تهبك الطمأنينة وفي الضعف تعطيك قوة. إن كنت خائفاً منحتك الشجاعة. إن كنت جسوراً زودتك بالفطنة. في الشك تبدد ما يخيّم على عقلك من ضباب الظلمة. وفي اليقين تزيدك ثباتاً على ثبات . 

وقت القراءة والتأمل 

ليس هناك وقت معين تجب فيه قراءة الكتاب والتأمل. كل إنسان له ظروفه الخاصة في شتى المجالات. لكن يجب أن تكون القراءة كل يوم. ذلك أن النفس التي لا يفوتها يوم دون أن تتأمل بعض صفحات الإنجيل في ورع وتقوى يتجلى لها يسوع في كل عظمته وبهائه. فيسود النفس إذ ذاك سكون عظيم، فتهدأ زوابع الأميال والشهوات وتتبدد رياح التجارب. وتبدو الرؤية أكثر وضوحاً . لكن من الأفضل أن يتزود الإنسان في بداية اليوم بالقوة والاستنارة من هذا النبع العظيم. ويقرأ ويتأمل في الصباح الباكر مع الصلاة. وفي ذلك تقول مجلة «كرستيان هيرالد» أن الصباح الباكر هو دائماً ساعة التأمل والتعبّد. هناك معنى رمزي للقاء الإنسان بربه في نفس الوقت الذي يتضح فيه اليوم على الأرض، إذ أن نور الشمس يقود بطبيعته الإنسان إلى بداية طيبة وآمال جديدة والتبكير بالتأمل يحتاج عادة لمجهود خاص. مجهود من الإرادة نحو الجسد ونحو العقل. عندما تفوز الإرادة في النهاية. فإن لهذا الفوز مكافأة هي نوع من الحيوية والنشاط. 

مثال أثر معرفة كلمة الله والتمسّك بها 

إن كلمة الله هي سيف الروح، إن السيف يستخدم عند الاشتباك مع الأعداء وجهاً لوجه. مواجهة عدو الخير والاشتباك معه أمر لا مفر منه. لهذا يجب أن يكون هذا السلاح قائماً، والفرد مستعداً لاستعماله عندما يهاجمه عدو الخير. ليست هناك ظروف أقسى من موت أحد الأحباء حيث الفراق يكون أليماً. وتشتد قسوة ظروف الوفاة على الأب عندما يكون المتوفي هو ابنه أو ابنته وتبلغ قسوة الظروف شدتها عندما لا يكون المتوفي ابناً واحد بل ثلاثة أبناء في وقت واحد. قد لا يجد عدو الخير فرصة أكبر من تلك الفرصة لكي يهاجم قلب الأب بكل ما في جعبته من سهام الحزن واللوعة والحيرة وغير ذلك مما يعتصر القلب ويشعل النيران فيه. ذلك ما حدث مع إنسان مؤمن هو الأستاذ نجيب تاوضروس الذي كتب بنفسه ما حدث معه عند وفاة أبنائه الثلاثة في لحظة واحدة فقال.. »كان عندي ثلاثة أولاد، كانوا تعزيتي بعد وفاة والدتهم. جاهدت وكافحت، بل بعت أيضاً كل ما أملك وأنفقت عليهم حتى تخرجوا من الجامعة وشغلوا مناصب محترمة. كانوا أولادي وإخوتي وأحبابي وكل شيء لي. نعيش في مسكن جميل عيشة رغدة هادئة، وكانت محبتهم لي تزيد مع الأيام. وازدادوا كرماً ورقة فاعتبروني في شيخوختي ابناً لهم.. وكما يدلل الوالد ابنه كذلك فعلوا معي.. لقد كانوا لي ثلاثة آباء. وفجأة. فجأة وهم يسيرون معاً.. لماذا كانوا يسيرون معاً؟ لقد كانوا أغلب الوقت معاً. فجأة صدمتهم سيارة كبيرة وراح الثلاثة معاً في لحظة. في طرفة عين. لكن عدو الخير لا يتركني. يستغل هذا الظرف ليضعف إيماني يجعلني أتساءل: أين الخير؟ هل كان أولادك مؤمنين؟… وكنت أجد ما أقوله بالحق. نعم أولادي كانوا مباركين. لقد نجوا من شرور الحياة وهم الآن سعداء. ثم يهمس بتساؤل: هل يتركك الله؟ وكنت أرد قائلاً: حاشاه أن يتركني. وتمضي الأيام ويتقوى بكلمة الرب ويسعى لتعزية المتألمين وفي ذلك يقول كنت أظن أنني في شيخوختي انعم بحياة هادئة بعد أن أديت عملي وتعبت. لكن الله جاء ووضع عليّ عملاً عظيماً وهو خدمة العزاء. كنت ضعيفاً لكن قوته كانت كافية لتقويني، لقد جربني في بليتي ولكنه جندني في شيخوختي لكي أؤدي رسالة عظيمة. رسالة العزاء كنت اعيش في أسرة محدودة فانفتح أمامي المجال لأعيش في محيط أسرة كبيرة هي جماعة المتألمين وما اكثرهم. وبالتعزية التي نتعزى بها من الله نستطيع أن نكون سبب عزاء للكثيرين. وعن ثمرة كل ذلك يقول: لقد صرت الآن أقرب إليه. بالألم يكمل قصده الصالح…« 

تعليق

من هذا المثال نجد أثر دراسة كلمة الله في تصرفاته وقت الكارثة.. في توجيهه بعد ذلك. في تعزيته- تقويته.. في إدراكه لحكمة الله.