رسالة الصلاة لشهر يناير 2018
اشرق ابن الله يسوع بميلاده العجيب نورا على عالم مظلم شرير
” النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه، إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله “.
ولد المسيح في ليلة باردة جدًا من ليالي الشتاء. ووسط مجتمع شملته البرودة الروحية، من زمن بعيد، فالصلة بينه وبين الله منقطعة، بسبب حياة الفسق والرياء والانانية.فاهانوا المرسلين وقتلوا ألانبياء، وصلبوا رب المجد. وجود أولئك الرسل والانبياء في ذلك العصر المظلم يعطي رجاء بأن روح الله يعمل حتى في العصر الخاطي المنفصل عنه.
اختلفت نوعيات الرسل والانبياء، كما تعددت العصور، التي وجدوا فيها في العهد القديم .
* أولا: تختلف في السن. فمنهم سمعان الشيخ. وكان طاعنًا جدًا في السن. وزكريا وأليصابات “وكان كلاهما متقدمين في أيامهما”. وحنة ابنة فنوئيل. وكانت أرملة من نحو أربع وثمانين سنة. إلي جوار القديسة العذراء وهي شابة صغيرة. ويوحنا بن زكريا وهو طفل رضيع..
* ثانيا : هناك مجموعة من الأبرار. متنوعة من جهة العمل، والمواهب .
كان منهم الكاهن مثل زكريا. والنجار مثل يوسف. وسمعان الشيخ كان من علماء الكتاب. والمجوس من علماء الفلك. وإلي جوارهم مجموعة من الرعاة. وكانت أليصابات “سيدة منزل”.
فرأينا مصابحهم مشتعلة ، ينتظرون المخلص الفادي بفرح عظيم، هؤلاء هم الذين قبلوه ، فاعطاهم سلطان أن يصيروا ابناء الله ، هؤلاء ولدوا من الله ، فعند استقبالهم ليسوع نور العالم أستناروا بالاكثر، فيسوع جاء للجميع ، ودعو الكل إلى بره والى ملكوته.
ياترى،عندما يأتي يسوع في مجيه الثاني ، هل سيجد الايمان على الارض، وهل سيرى مصابحنا مشتعلة، ونحن في حالة انتظار،،،،،،،، ( تأمل )
كان ميلاد السيد المسيح، سبب فرح للعالم أجمع، بداية من المغارة كما كتب في الانجيل المقدس ” حيث كان هناك فرح عظيم “
فرح الملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد “المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة”.
ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء بساطة القلب فرحت،وآمنت بما قيل لها من قِبل الرب عن طريق الملاك. وصدقت أنها ستلد وهي عذراء. فكانت لها هذه البركة. وكذلك يوسف النجار أيضًا آمن بأنها حبلي من الروح القدس..
جاء المسيح ينشر الحب بين الناس. وبين الناس والله. ويقدم الله للناس أبًا محبًا. يعاملهم لا كعبيد. بل كأبناء. ويصلون إليه قائلين “أبانا الذي في السماوات”.وهم في الحرص علي محبته. يعملون بوصاياه. لا خوفًا من عقوبة. بل حبًا للخير.
إن العالم بميلاد المسيح قد بدأ عصرًا جديدًا. يتميز عن كل ما سبقه من عصور. وأصبح الميلاد المجيد فاصلًا بين زمنين ما قبل الميلاد. وما بعد الميلاد.
صــــلاة : ربي الحبيب في عيد ميلادك المجيد أشكرك لأنك تنازلت عن مجدك ونزلت إلى الأرض وولدت فقيرا في مزود حقير من أجلي …. فلم تحتمل كثرة خطاياي والتي كانت ستجذبني حتما لجهنم …. فتركت مملكتك السماوية ونزلت إلينا لتفتدينا وتعيش بيننا كأنسان فقير لتعين الخطاءة مثلي .. ربي لك كل الشكر ، ففي ميلادك قمة الحب الأبوي الخاص بنا عندك … لك المجد والعزة والجلال الى الأبد أمين .
الاب / بيوس فرح ادمون
فرنسيسكان – مصر