فإن لم تثمر في العام المقبل إقطعها – الأب وليم سيدهم
وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ (يو 15: 16) إن الثمار هي آخر مرحلة من مراحل نمو النبات أو الحيوان أو الإنسان، هذا الثمر يُغذي الإنسان أو الحيوان أو النبات وهكذا يمكن لدورة الحياة أن تستمر وتنتشر.
ويشبه المسيح الإنسان بالشجرة، فالشجرة التي يغرسها صاحبها يتعشم أن يتلقى منها ثمرًا، سواء كان الثمر عنبًا أو تفاحًا أو بلحًا ….. الخ يجتهد الفلاح في حرث الأرض وتنقيتها من الحشائش الضارة وتسميدها ومراقبتها وأروائها. يتحدث المسيح هنا عن الشجر المثمر ولا يتحدث عن زنابق الحقل أو أنواع الزهور التي تثمر ثمرًا له جمال من نوع خلاب ويعطي رائحة ذكية.
هكذا الإنسان، بعد التنشأة والتكوين والنمو الجسدي والروحي والعقلاني، يُنتظر منه أن يُساهم في بناء الجماعة التي ينتمي إليها. والحديث خاصًة هنا عن الكنيسة، الجماعة الروحية فالإنسان الذي يعيش حياته على مستوى النبات أوالحيوان، فهو يحط من مقداره ولا يحترم ما اعطاه الله من عقل وروح. فإنه يفقد قيمته كإنسان مثمر، ولابد بعد إعادة الكرّة مرات أن يؤخذ المجهود الذي يبذل من أجله ويُعطى لأناس يستوعبون هذا التدريب والتعب كي بدورهم يثمروا. في إنجيل لوقا يقول يوحنا المعمدان: “وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ».” (لو 3: 9) وكان يوحنا قد نادى “أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً.” (لو 3: 4( إن حكمة الرب شاءت أن يستطيع الإنسان أن يثمر، ووضعت فيه الطاقات الكامنة التي تتفاعل مع التعاليم الإلهية لكي تثمر هذه الطاقات وتعطي الحياة لغيرها.
كثير منّا قد يعيش حياة خاوية خالية من كل شعور بالمسئولية نحو نفسه أولًا ونحو قريبه ثانيًا فيداهمه الوقت ويكتشف أنه ضيع عمره في معارك وهمية، وفي قضايا ثانوية لا تفيده هو ولا مجتمعه ولا كنيسته.
لنحذر، لأننا نعطل النعم التي وهبها الله لنا وهذه خطية لا تغتفر. إننا نفعل مثل صاحب الوزنة الواحدة الذي ذهب ودفن الوزنة التي أعطاها له سيده وراح يتهم سيده ظلمًا أنه رجل يحصد ما لا يزرع ويسفه من صورة سيده.
إن كثيرًا من المكرسين علمانين كانوا أو رهبانًا أو راهبات أم مكرسات يبذلون مجهودات مضنية لتنشأة ومرافقة المؤمنين، ولكن بعض هؤلاء يربحون ضمائرهم بقولهم، أن هؤلاء المكرسين يقومون بواجبهم، وأنهم في كل الأحوال عليهم أن يخدموننا وكأن هؤلاء المؤمنين يستعبدون المكرسين في صالح خدمتهم الشخصية، دون أن يحركوا ساكنًا، ليثبتوا أنهم جديرين بإعطاء الثمر، ثمر المحبة والغفران والسلام والتواضع، لنا قد حذرنا حتى لا نجد أنفسنا قُطفنا ولم نصلح حتى للمزبلة، مثل الملح الفاسد.
لندق صدورنا ونطلب ونطلب التوبة فإن يوم الرب قريب