stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

الكنيسة الكاثوليكية بمصرمؤسسات خدمية

كلمة المستشار الدكتور جميل حليم رئيس مجلس إدارة جمعية كاريتاس مصر

301views

٦ سبتمبر ٢٠٢٣

صفحة كاريتاس مصر على مواقع التواصل الاجتماعي

ألقى المستشار الدكتور جميل حليم، رئيس مجلس إدارة جمعية كاريتاس مصر، الكلمة الافتتاحية لاجتماعات كاريتاس الشرق الأوسط، التي تستضيفها كاريتاس مصر، في الفترة من الخامس، وحتى السابع من الشهر الجاري. وجاء بها:

انه لمن دواعي السرور والشرف استضافة كاريتاس-مصر أعمال الاجتماع السنوي لأعضاء كاريتاس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي يضم الى جانب كاريتاس مصر، الأشقاء كاريتاس بدول الأردن، ولبنان، وسوريا، والعراق، وقبرص، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وجيبوتي، مع التأكيد على ترحيبنا بالضيوف الممثلين لاتحاد كاريتاس الدولية والشركاء والداعمين بكاريتاس أوروبا.

تحمل كلمتي امامكم ثلاثة افكار رئيسية اود مشاركتكم عنها تفصيلاً، وهي؛ اولاً: دلالات استضافة كاريتاس-مصر للقاء كاريتاس الشرق الاوسط، ثانياً: خطوات كاريتاس –مصر الثابتة نحو مستقبل مليء بالتحديات، ثالثاً: رسائل من كاريتاس مصر لشركاؤها المحليين والاقليميين

اولاً دلالات استضافة كاريتاس-مصر للقائنا الدوري هذا العام:

تهدف كاريتاس-مصر الى بناء مجتمع واعى يتمتع فيه كل إنسان وبصفة خاصة الفقراء والمهمشين بالمحبة والكرامة والعدالة متبنية عدد من التوجهات الاستراتيجية المتصلة بمجالات رعاية وحماية الطفل، حقوق المرأة والفتاة، بناء قدرات الشباب واعداد القادة، تأهيل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، التمكين الاقتصادي، دعم ومساندة اللاجئين، ورعاية وتأهيل الفئات المهمشة ومحاربة الوصمة والتمييز المجتمعي.

لا يخفَ على أحد أنّ كاريتاس – مصر قد دأبت على تطوير عملها الإنساني والاجتماعيّ والتنموي، ممّا ساعد على توضيح وإبراز صورتها كمنظّمة أهليّة إنسانيّة. فمنذ ستة وخمسون عاماً وصولاً الى أيّامنا هذه، كانت ومازالت كاريتاس-مصر بمثابة الداعم الأساسي للكثير من الفئات الفقيرة والمهمشة بمصر. لقد كرّست كاريتاس – مصر جهودها ومواردها البشرية والمادية، ليس فقط لتقديم المساعدات العينية، بل لتنمية وتمكين قدرات الافراد والكيانات المجتمعية من اجل المشاركة الفعالة في جهود تنمية مجتمعاتهم، متبعة كلمات قداسة البابا فرنسيس التي وجهها بمناسبة انعقاد اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس -سويسرا في يناير من العام 2020، مؤكدا على انه:”لا يمكن للتنمية البشرية المتكاملة الحقيقية أن تزدهر إلا عندما يتم إشراك جميع أفراد الأسرة البشرية في البحث عن الخير العام والمساهمة فيه”.

في ضوء كل ما سبق، فأن استضافة كاريتاس- مصر للقائنا السنوي هذا العام يعكس مكانة ودور كاريتاس- مصر كأحد أعرق الهيئات التنموية العاملة في مجالات التنمية المجتمعية بمصر والشرق الأوسط لأكثر من ستة وخمسون عاماً من خلال البرامج والمشروعات المتصلة بمجالات رفع الوعي، والتمكين المجتمعي، وتوفير خدمات الحماية والتأهيل والإغاثة للفئات المهمشة والفقيرة، على مثال الأطفال في خطر الشارع والفتيات المتسربات من التعليم والأكثر عرضة لمختلف أشكال الإساءات والأطفال من ذوي الإعاقة والأسر الفقيرة ومحدودة الدخل واللاجئين النازحين من دول النزاعات والصراعات.

على جانب اخر، يعكس حضوركم معنا على أرض مصر اليوم تعزيز جهود كاريتاس- مصر وإسهاماتها المجتمعية في الجهود الوطنية التي تبذلها الدولة المصرية من أجل تحسين أحوال المصريين بمختلف ربوع مصر حيث يمتد عمل الجمعية بمدن ومحافظات الساحل المطل على البحر الأبيض المتوسط والعاصمة القاهرة وأقاليم ومحافظات الصعيد، حيث ثقة مختلف قطاعات الدولة المصرية ممثلة في وزارات التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم والصحة والداخلية والمجالس القومية وبصفة خاصة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والهيئة العامة لتعليم الكبار، والمبادرات القومية وبصفة خاصة “حياة كريمة” بقرى ومحافظات الصعيد والتي تشهد على حضور الجمعية ومساهمتها في كل جهد وطني في سبيل تحسن حياة المصريين.

أن استضافتنا لهذا اللقاء أيضا يؤكد حقيقة هامة وهي ثقة الشركاء والمانحين من الهيئات والجهات الدولية في التوسع والتعاون مع كاريتاس- مصر وبصفة خاصة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة العمل الدولية ووكالة التنمية الألمانية، ومؤسسة هانديكاب الدولية، وهيئة الإغاثة الكاثوليكية، والعديد من الشركاء والمانحين بداخل وخارج مصر حيث مساحات التعاون والشراكة التي تثمر المزيد والمزيد من العمل والجهد المشترك.

أخيراٌ يعكس هذا اللقاء على جانب أخر استمرار التنسيق والتشاور مع الكنيسة الكاثوليكية بمصر ممثلة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك من أجل القيام بدور أكبر في سبيل ترجمة التعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية ليصبح في صميم رسالة عمل الجمعية بصفتها الذراع الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية بمصر.

ثانيا: خطوات كاريتاس-مصر الثابتة نحو مستقبل مليء بالتحديات

في صدر تقرير التنمية البشرية للعام ٢٠٢١-٢٠٢٢ المعنون بـ”زمن بلا يقين، حياة بلا استقرار: رسم مستقبلنا في عالم يتحول ” يطرح التقرير احد اكثر اشكاليات العصر المتمثلة في حال عدم اليقين الذي تختبره البشرية على مدار ما يزيد عن الثلاثة اعوام منذ العام ٢٠٢٠ بسبب اثار جاءحة كورونا والتي ما لبث العلم ان وجد عقار لها حتى هبت عاصفة الحرب الروسية الاوكرانية كأحد اكثر الصراعات الجيوسياسية الدولية تاثيراً على جهود التنمية المجتمعية التي تقوم بها الدول والحكومات، عطفاً على تحديات التغير المناخي وموجات الاحترار والفيضانات التي تنعكس جميعها على الامن الغذائي والمائي للعديد من الدول والشعوب وبصفة خاصة في اقليمنا بالشرق الاوسط وجنوب اوروربا.

مع إدراك كاريتاس- مصر لثقل كل هذه التحديات بالاضافة الى متطلبات العمل المجتمعي المنوط بها القيام به استنادا إلى إرثها الممتد على مدار أكثر من نصف قرن بمصر، عطفا على واقع الاحتياجات المجتمعية والتنموية بمصر والتي تولي من خلالها الدولة المصرية أولوية كبيرة لهيئات المجتمع الأهلي والمدني للمساهمة بقوة في تحقيق استراتيجيتها الوطنية للتنمية مصر ٢٠٣٠، عملت الجمعية ولا تزال على السير نحو تحقيق تحول تنظيمي على مستويات برامج ومنهجيات العمل بالإضافة لإعادة هيكلة إداراتها وبرامجها بما يحقق نموذج تشغيل وكفاءة يلبي المعايير الدولية الخاصة بكاريتاس بالإضافة إلى تحقيق تأثير حقيقي يمكن التحقق منه ورصده في حياة مختلف الفئات المستهدفة من أنشطة عمل الجمعية وبصفة خاصة الأشخاص في أحوال الفقر والأطفال والمرأة والشباب وذوي الإعاقة واللاجئين وجميع الذين يعانون من مختلف أشكال الوصمة والتمييز المجتمعي.

في هذا السياق تشهد كاريتاس- مصر منذ سبتمبر الماضي مسيرة جهد تشاركي مكثف من أجل تطوير الخطة الاستراتيجية الوطنية لكاريتاس- مصر ٢٠٢٣ -٢٠٢٧ والتي تستهدف الجمعية من خلالها تأصيل عملها وحضورها الاجتماعي بصفتها الذراع الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية بمصر في سبيل تحقيق رسالة التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة وبروح الأخوة والشراكة مع مختلف الإطراف الحكومية وذوي الشأن والداعمين بهدف الارتقاء بحياة كل إنسان ببناء مجتمعات أكثر وعياً ومرونة حيث الأفراد أكثر قدرة على المشاركة المجتمعية الفعالة في تنمية واستدامة مجتمعاتهم والتجاوب مع المتغيرات والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الحادثة.

ثالثا: رسائل من كاريتاس – مصر، إلى شركائها المحليين والإقليميين

إلى ضيوفنا وشركاؤنا وداعمينا بكاريتاس الدولية وكاريتاس الشرق الأوسط، نحن الممثلين والعاملين والمتطوعين بمختلف مستويات القيادة والإدارة التنفيذية بكاريتاس- مصر سنظل منفتحين دوماً على مختلف مساحات الشراكة والتعليم المتبادل والمشاركة بخبرات وجهود التنمية والإغاثة في سبيل خدمة الإنسان بمصر والشرق الأوسط وعلى ضفاف المتوسط حيث شماله بجنوب أوروبا وجنوبه بشمال إفريقيا.

الأخوة والأخوات الحضور، لقاءنا هذا يعتبر فرصة للالتزام لمختلف الجهات المهتمّة باكتشاف طرق مبتكرة وفعالة لبناء عالم أفضل. كما يوفّر لنا اللقاء أيضًا فسحة يمكن أن يتمَّ فيها توجيه وتعزيز الإرادة الاجتماعية والتعاون المتبادل في التغلب على الانعزالية والفردية. من خلال تنظيم الجهود المشتركة، حيث يمكن تحقيق نتائج أفضل وأثر أكبر في مجالات التنمية المختلفة.

إلى الداعمين من شركائنا بمصر وبصفة خاصة بوزارة التضامن الاجتماعي، نحن كاريتاس- مصر لدينا من خبرات الماضي وقدرات الحاضر من كفاءات بشرية وموارد مؤسسية حاضرة بمختلف بقاع مصر بالصعيد والوجه البحري والعاصمة القاهرة، ما يدفعنا للمساهمة في جهود الدولة الوطنية المصرية في سبيل خدمة المصريين في مختلف المجالات وبهدف تحقيق تحسن على مختلف مستويات حياة المصريين كافراد وتنمية المجتمع المصري بكياناته ومؤسساته المختلفة.

إلى الكنيسة الكاثوليكية المصرية، لا تزال كلمات قداسة البابا فرنسيس أمام ممثلي اتحاد كاريتاس الدولية يوم اجتماعنا بروما في شهر مايو الماضي تمثل بوصلة توجيهية لنا نحن العاملين بكاريتاس، والتي دعانا من خلالها إلى مرافقة الكنائس المحلية في خدمة رسالة توصيل المحبة للجميع وتعزيز حضور الكنيسة في المجتمع بخدمة الجميع وبصفة خاصة أولئك الذين يختبرون احوال الفقر والتهميش، يومها اكد قداسته على اهمية مساعدة العاملين بالكنيسة من أجل خدمة الجميع بروح المحبة والأخوة وبدون كلل أو تمييز. نحن كاريتاس- مصر سنظل نضع خبراتنا وقدراتنا في خدمة رسالة الكنيسة الكاثوليكية بمصر من أجل خدمة المجتمع المصري في مختلف ميادين العمل الإنساني والتنموي.