stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

إنسانية وتربويةموضوعات

الإرادة

1.8kviews

الإرادة

بنفسِ الطَّريقة التي بها يُوجد شَوْقٌ حِسِّيٌّ، لا بُدَّ لنا من الإقرار بِوجودِ «شوقٍ» عقليٍّ. ‏كعادتِنا، سَتَجري دراستُنا من الظَّاهرة إلى الأساس.‏

‏1-‏ وصفٌ الفِعل الإراديّ

إنَّ الفِعلَ الإراديَّ الكامل يَتكوَّن من اثنتَيْ عَشْرةَ خُطوةً أو وقتًا. هناك تَفاعُلٌ متبادَلٌ مستمِرٌّ ‏بين العَقل والإرادة، كما أنَّ هناك «نتيجةً» تَتَرَتَّب على كلِّ وقتٍ وتَظهَر في التّالي. نقدّم هنا جَدْولاً ‏بَيانِيًّا لِتلك المراحل:‏

العقل الإرادة

أفعالٌ
تُجاهَ الهدف ‏1- إدراكٌ بسيطٌ للخير
Simplex apprehensio boni
‏3- حُكمٌ يَقترح هدفًا
Iudicium proponens finem ‏2- رغبةٌ بسيطةٌ في الخير
Simplex volitio boni
‏4- نِيَّةٌ تَقصُدُ الهدف
Intentio finis

أفعالٌ
تُجاهَ الوسائل ‏5- اِستشارةٌ لاقتراحِ وسيلة
Consilium proponens media
‏7- استشارةٌ لتَقييم الوسيلة
Consilium discretivum mediorum ‏6- قَبولٌ
Consensus
‏8- اِختيارٌ
Electio

أفعالٌ
تُجاهَ التَّنفيذ ‏9- أَمْرٌ
Imperium
‏11- اِستخدامٌ انفعاليّ
Usus passivus ‏10- اِستخدامٌ عاملٌ
Usus activus
‏12- اِجتناءُ الفائدة
Fruitio

نقطة الانطلاق هي تَصَوُّرٌ لشيءٍ ما على أنَّه مُشتَهًى، أيْ الإدراكُ البسيط للخير (1). يلي ‏ذلك، في الإرادة، تَيَقُّظُ الاستِحسان بدون سابقِ تفكيرٍ (إنذارٍ) (2)، بطريقةٍ عَفْوِيَّة وضَروريَّة: أيْ ‏رغبةٌ نوعيَّةٌ عامَّةٌ في الخير الوارِد، أيْ النُّزوع إليه ‏‎(velleità)‎‏. ثمَّ يَفحص العقلُ بدقَّةٍ أكبر ويرى أنَّ ‏الموضوع قابلٌ للبُلوغ إليه، فيقترحُهُ كهدفٍ (3): فلو كان لا يَجِدُهُ قابِلاً للبلوغ إليه، لَتَوَقَّفَت العَمليّة ‏بأسْرِها عند هذه النقطة. رَدُّ فعل الإرادة يكون بنِيَّةٍ تَقْصُدُ البلوغ إلى الخير (4). بالتالي، وباستشارةِ ‏‏(النَّفْس) (5)، يقوم العقل ببحثٍ و «انتخابٍ» للوسائل المُتاحة للبلوغ إلى الهدف: فلو لم تُوجد وسائلُ ‏مُتاحةٌ، لَتَوَقَّفَتْ العملية عند هذه النقطة. الإرادة تَقْبَلُ الوسائلَ مَبدئيًّا (6). لكنْ من الممكن أنْ لا تَقبلَ ‏الإرادة الوسائلَ فتتراجع، وبالتالي تتوقَّف عند نقطة القَصْد. مَثَلاً: إذا قال شخصٌ ما: «كنت أقصُدُ ‏بلوغَ الكمالِ المسيحيّ، لكنَّ طريقَ الفضيلة مُمِلٌّ ومُتْعِبٌ لدرجة أنّي تَخَلَّيْتُ عن مقصدي». وفي ‏الحالات التي يكون لها وسيلةٌ واحدةٌ، يَتِمُّ تَخَطِّي الخَطْوَتين التَّاليتين. وإنْ وُجِدَتْ أكثر مِن وسيلةٍ، فلا ‏بُدَّ من إجراءِ إدخال عمليَّة الاستشارة (7) التي تُمثِّل توجيهًا لأجل التقييم، حيثُ تُفحَص الوسائل ‏المتاحة لمعرفة أيًّا منها قد تكون أكثر تَوْصيلاً. يَعود إلى الإرادة أنْ تَتَّخذ قرارًا بين الوسائل بواسطة ‏الاختيار (8). يلي ذلك الأمرُ (9)، الذي يتمثَّل في التَّوَقُّع والتنظيم، أيْ ترتيب سلسلة الأعمال ‏الملموسة التي يجب تنفيذُها. فتُحَرِّك الإرادة مَلَكات القُدرة الأُخرى:‏

ذلك هو الاستخدام العامِل (10) الذي تقوم به الإرادة مع مَلَكات القُدرة الأخرى. يكون الإنجاز ‏نتيجةً لذلك، أيْ ما يُسَمَّى بالاستخدام الانفعاليّ (11): أيْ أنَّ مَلَكات القدرة تَنْشَطُ تحت تأثير الإرادة. ‏وإنْ سارت الأمور على ما يُرام، يَتِمّ بلوغُ الموضوع، فنَنالُ الاستمتاع، أيْ اجتناءُ الفائدة (12).‏

لأجل المزيد من التَّوضيحات، نُشيرُ بالرُّجوع إلى ما سيُقال عن الحُرِّيَّة.‏