وُلِدَ في مدينة رومة عام ٥٤٠ م من عائلةٍ تَعمل في الحياة السياسية، وبعد وفاة والدِہِ انتُخبَ حاكمًا للمدينة وهو في صباهُ. ثمّ زَهِدَ بكلُّ شيءٍ واعتنقَ الحياةَ الرهبانية. رُسِمَ شمّاسًا وأُقيم سفيرًا بابويًّا في القسطنطينية. وفي الثالث من أيلول (سبتمير)، عام ٥٩٠، انتُخِبَ أُسقفًا على السدّة البطرسيّة. كان راعيًا صالحًا، كثيرَ الاهتمامِ بالفقراء. وبالرغم من ضَعفِ صحّتِه، أنجزَ عملًا جبّارًا. لم تُشغِلْهُ مهامُهُ الراعويّة عن الصلاةِ والتأمّل. هو الذي أرسل القدّيس أغسطينُس أسقف كانتربري لتبشير إنكلترا. نظَّم الخدمةَ الإلهيّةَ والطقس الغريغوري. وهو الذي لقَّبَ نفْسَه بـ “خادم خدّام ﷲ”، بهدف أن يلقّن، في التواضع، درسًا جميلًا لأحدِ رجالِ عصرِہِ المتكبّرين. وقد تبنَّى الباباوات، من بعدِہِ، هذا اللقب. له مؤلّفاتٌ كثيرةٌ في الأخلاق واللّاهوت والروحانيات، منها “كتبُ الحِوارات”، حيث يَذكرُ سيرةَ القدّيس بندكتس.